للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله (فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ) هذه القراءة (ولو «١» قرئت «ولم نغْدِرْ» كَانَ صوابًا) ومعناهما واحد يقال: ما أغدرت منهم أحدًا، وما غادرت وأنشدني بعضهم «٢» :

هَلْ لك والعائض منهم عائِض ... فِي هجمة يغدر منها القابض

سُدْسا ورُبعا تحتها فرائض قَالَ، الفراء سدس ورُبْع من أسنان الإبل.

وقوله فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ [٥٠] أي خرج «٣» عَن طاعة ربه. والعربُ تَقُولُ، فَسقت الرُّطَبة من (جلدها «٤» ) وقشرها لخروجها منه وكأن الفأرة إنها سميت فويسقة لخروجها من جحرها عَلَى الناس.

وقوله: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً [٥٢] يقال: جعلنا تواصلهم فِي الدُّنْيَا (مَوْبِقاً) يقول مَهْلِكًا لَهُم فِي الآخرة ويُقال: إنه وادٍ فى جهنم.

وقوله: فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها [٥٣] أي علموا.

وقوله: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا [٥٥] يُقال: الناس هاهنا فِي معنى رجل واحد. وقوله (إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) أن فِي موضع رَفع وقوله (سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) يقول: سنتنا فِي إهلاك الأمم المكذبة. وقوله (أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا) : عيانا. وقد تكون (قُبُلًا «٥» ) لهذا المعنى.

وتكون (قُبُلًا) كأنه جمع قَبيل وقُبُل أي عذاب متفرق يتلو بعضه بعضا.


(١) ما بين القوسين فى ش وفى ابدله: «ولم تغدر جائزة لو قرئت» .
(٢) ا، ب «بعض بنى فقعس» والرجز لأبى محمد الفقعسي كما فى اللسان (عرض) وهو يخاطب امرأة خطبها إلى نفسه ورغبها أن تنكحه. والهجمة من الإبل أولها الأربعون إلى ما زادت وأراد أنها إبل كثيرة لا يقدر القابض على سوقها فهو يترك بعضها. وقوله: والعائض منك عائض أي الذي يعطيك عوضا أوقع الشيء موقعه فهو عائض. وبروى: والعارض منك عائض والسدس جمع سدبس وهو فى أسنان الإبل قبل البازل والبازل يكون فى تاسع سنيه والربع جمع رباع للذى ألقى الرباعية وهى السن بين الثنية والناب وهو فى الإبل فى السنة السابعة. والفرائض ما يؤخذ من الإبل فى الزكاة وكأنه يريد أن معها ما يؤخذ فى زكاتها.
(٣) ا: «من» .
(٤) سقط فى ا.
(٥) هذه قراءة غير عاصم وحمزة والكسائي وأبى جعفر وخلف والأعمش أما هؤلاء فقراءتهم ضم القاف والباء.