للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأدخل الباء عَلَى (أنّ) وهي فِي موضع رفع كما أدخلها على (بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) وهو فِي موضع نصب. وقد أدخلوها عَلَى (مَا) إذا أرادوا بِهَا المصدر، يعني الْبَاء. وقال قيس بن زُهَير:

ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد «١»

وهو فِي (ما) أقل منه فِي (أن) لأنّ (أن) أفل شَبَهًا بالأسماء من (ما) . وسمعتُ أعرابيًا من ربيعة وسألته عَن شيء فقال: أرجو بذاك، يريد: أرْجُو ذاكَ. وقد قرأ بعضُ القراء (وَمَن تَرِدْ فِيهِ بإلحادٍ) من الورود، كأنه أراد: مَن وَرَده أو تورَّده. ولست أشتهيهَا، لأن (وردت) يطلب الاسم، ألا ترى أنك تَقُولُ: ورَدنا مكة ولا تَقُولُ: وردنا فِي مكة. وهو جائز تريد النزول «٢» . وقد تَجوز فِي لغة الطائيين لأنهم يقولون: رغبت «٣» فيك، يريدون: رغبت بك.

وأنشدني بعضهم فِي بنت لَهُ:

وأرغب فيها عَن لَقِيطٍ ورَهْطه ... ولكنني عَن سنْبس لست أرغبُ «٤»

(يعني «٥» بنته) .

وقوله: وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ [٢٦] ولم يقل: بَوَّأنا إِبْرَاهِيم. ولو كَانَ بمنزلة قوله (وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي «٦» إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ) فإن شئت أنزلت (بَوَّأْنا) بمنزلة جعلنا. وكذلك سمعت فِي التفسير.

وإن شئت كَانَ بمنزلة قوله (قُلْ عَسى «٧» أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ) معناه: ردفكم.

وكلّ صواب.


(١) سبق البيت.
(٢) ش، ب: «أردنا النزول» .
(٣) أي يقولون: رغبت فيك عن فلان أي رغبت بك عنه أي رأيت لك فضلا على فلان فزهدت فى فلان ولم أرده.
(٤) سنبس أبو حي من طيئ.
(٥) سقط فى اكما سقط فى ش، ب: «فى بنت لم» .
(٦) الآية ٩٣ سورة يونس. [.....]
(٧) الآية ٧٢ سورة النمل.