للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنَّما خفَّت موازين مَنْ خفَّت موازينه (١) يوم القيامة باتِّباعهم الباطل، وخِفَّته (٢) عليهم. وحُقَّ لميزانٍ لا يوضع فيه إلَّا الباطل أنْ يخفَّ.

وإنَّ الله ﷿ ذَكَر أهلَ الجنَّة، وصالِح ما عملوا، وتجاوز عن سيِّئاتهم، فإذا ذكرتُهم خفتُ ألَّا أكون منهم. وذَكَر أهلَ النَّار وأعمالهم، فإذا ذكرتُهم قلتُ: أخشى أنْ أكون منهم (٣). وذكر آية الرحمة وآية العذاب؛ ليكون المؤمن راغبًا راهبًا، فلا يتمنَّى على الله غير الحق، ولا يُلقي بيده إلى التهلكة.

فإنْ حفظت قولي فلا يكوننَّ غائبٌ (٤) أحب إليك من الموت، ولا بدَّ لك منه. وإنْ ضيَّعت وصيَّتي فلا يكونَّن (٥) غائبٌ أحب إليك من الموت، ولن تعجزه".


(١) هـ: "خفت موازين".
(٢) س: "حقيقته".
(٣) ض: "تكون منهم".
وجملة: "فإذا ذكرتُهم خفتُ .. أخشى أنْ أكون" ليست في الزهد لابن المبارك ولا لهنَّاد.
وقد أخرجها أبو نعيم في الحلية (١/ ٣٦) بنحوها. بل سياق ابن المبارك وهنَّاد وسعيد بن منصور (٥/ ١٣٢) وابن أبي شيبة (٣٥٥٧٤) وأبوداود في الزهد (٢٨) وغيرهم= "ذكر أهل الجنَّة .. فيقول قائل: أنا أفضل من هؤلاء"، وعند بعضهم زيادة: "وذكر أهل النَّار .. فيقول القائل: أنا خيرٌ من هؤلاء".
(٤) ض: "فلا يكون غائبًا". وكذا في الموضع التالي.
(٥) جملة: "أحب إليك من الموت .. فلا يكونَّن" الأولى سقطت من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>