كتاب الصلاة - ابن القيم - ط عطاءات العلم

المسألة السادسة: الخلاف في قبول صلاة الليل المفوتة بالنهار، وعكسه - سرد أقوال السلف في عدم قضاء الصلاة المفوتة وعدم قبولها - ج: الكتاب - ص: 141

وقال هناد بن السَّري (١): حدَّثنا عَبْدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن زُبَيْد (٢) اليامي قال: "لمَّا حَضَرَت أبا بكر الوفاة .. "، فذكره.

قالوا: فهذا أبوبكرٍ يقول: "إنَّ الله لا يقبل عمل النَّهار باللَّيل، ولا عمل اللَّيل بالنَّهار". ومن يخالفنا بهذه المسألة يقولون بخلاف هذا صريحًا، وأنَّه يقبل صلاة العشاء الآخرة وقت الهاجرة، ويقبل صلاة العصر نصف اللَّيل (٣)!

قالوا (٤): فهذا قول أبي بكرٍ، وعمر، وابنه عبد الله، وسعد بن أبي وقاصٍ، وسلمان الفارسي، وعبد الله بن مسعود، والقاسم بن محمد بن أبي بكرٍ، وبُدَيل (٥) العقيلي، ومحمد بن سيرين، ومطرِّف بن عبد الله، وعمر بن عبد العزيز ﵃، وغيرهم.

قال شعبة عن يعلى بن عطاء (٦) عن عبد الله بن خراش (٧) قال: رأى

---

(١) الزهد لهنّاد (١/ ٤٩٦).
(٢) س: "زيد".
(٣) س: "وتقبل .. ". ط: " .. نصف النهار".
(٤) يُنْظَر: المحلَّى لابن حزم (٢/ ٢٣٨).
(٥) ط: "هذيل"!
(٦) ض: "يعلى عطا".
(٧) ط وس: "حراش".