للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: فأين هذه الأحاديث من أحاديث التَّطويل صِحَّةً وكثرةً وصراحةً. وحينئذٍ فيتعيَّن حملها على أنَّها كانت في أوَّل الإسْلام؛ لمَّا كان في المصلين قِلَّة، فلمَّا كثروا، وانتشرت رفعة (١) الإسلام شُرِعَ التَّخفيف، وأُمِرَ به؛ لأنَّه أدْعَى إلى القبول (٢) ومحبَّة العبادة، فيدخل فيها برغبةٍ، ويخرج (٣) منها باشتياقٍ، ويبادر (٤) بها الوَسْواس؛ فإنَّها متى طالت استولى الوَسْواس فيها على المصلِّي، فلا يفي ثواب إطالته بنقصان أجره.

قالوا: وكيف يُقاس على رسول الله غيرُه من الأئمَّة؟ من (٥) محبَّة الصَّحابة له، والقيام خلفَه؛ وسماع (٦) صوته بالقرآن غَضًّا كما أُنْزِل، وشِدَّة رغبة القوم في الدِّين، وإقبال قلوبهم على الله، وتفريغها له في العبادة، ولهذا قال: «إنَّ منكم منفِّرين»، ولم يكونوا يَنْفِرُون من طول صلاته (٧)، فالذي كان يحصل للصَّحابة خلفه في الصَّلاة كان


(١) هـ: «رفقة»، ط: «تشرف رفعة». ولعلَّ المعنى المناسب لقوله: «انتشرت رفعة الإسلام» يعني: انتشر أمر ارتفاعه وعلوِّه. والعبارة المشهورة في مثل هذا التَّعبير: «رقعة الإسلام»، يعني: قاعدته وتوسُّعه.
(٢) س: «داعي». ض: «أدعى القول» تحريف!
(٣) «إلى القبول .. ويخرج» سقطت من س.
(٤) هـ: «ولا يبادر»، ط: «وينادر» تحريفٌ!
(٥) س: «في».
(٦) هـ: «فاستماع»، ط: «فالسماع».
(٧) «غضًا كما .. صلاته » سقطت من ض.

<<  <  ج: ص:  >  >>