للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلقه برحمته، وأنزل كتبه برحمته (١)، وأرسل رسله برحمته، وشرع شرائعه برحمته، وخلق الجنَّة برحمته، والنَّار أيضًا برحمته؛ فإنَّها سوطه الذي يسوق به عباده المؤمنين إلى جنَّته، ويطهِّر بها أدران الموحِّدين من أهل معصيته، وسجنه الذي يسجن فيه أعداءه من خليقته.

فتأمَّل ما في أمره ونهيه، ووصاياه ومواعظه؛ من الرَّحمة البالغة، والنِّعمة السَّابغة، وما في حشو مخلوقاته (٢) من الرَّحمة والنِّعمة. فالرحمة (٣) هي السَّبب المتَّصل منه بعباده، كما أنَّ العبودية هي السَّبب المتَّصل به منهم (٤)، فمِنهم إليه العبوديَّة، ومنه إليهم الرَّحمة.

ومن أخصِّ مشاهد هذا الاسم: شهود المصلِّي نصيبه من الرَّحمة، الذي أقامه بين يَدَي ربِّه، وأهَّلَه لعبوديته ومناجاته، وأعطاه (٥) ومنع غيره، وأقبل بقلبه وأعرض بقلب غيره، وذلك من رحمته (٦) به.

فإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الفاتحة/٤] فهنا شهد المجد الذي لا


(١) «وأنزل كتبه برحمته» ليست في س.
(٢) ض وهـ وط: «وما في حشوها».
(٣) «فالرحمة» ليست في هـ.
(٤) «به» ليست في س. و «منهم» ليست في هـ وط.
(٥) ط: «وإعطاءه».
(٦) هـ: «الرحمة».

<<  <  ج: ص:  >  >>