للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يليق بسوى الملك الحقِّ المبين؛ فيشهد (١) ملكًا قاهرًا، قد دانت له الخليقة، وعَنَت له الوجوه، وذلَّت لعظمته الجبابرة، وخضع لعِزَّته كلُّ عزيزٍ، فيشهد بقلبه:

مَلِيكًا على عَرشِ السَّماء مُهَيْمِنًا (٢) … لِعِزَّتِه تَعْنُو الوُجُوهُ وتسْجُدُ (٣)

وإذا لم يُعَطِّل (٤) حقيقة صفة المُلْكِ أطْلَعَتْهُ على شهود حقائق الأسماء والصِّفات، التي تعطيلها تعطيلٌ لمُلْكِه وجحدٌ له؛ فإنَّ الملِكَ الحقَّ، التَّامَّ المُلْكِ لا يكون إلَّا حيًّا، قيُّومًا، سميعًا، بصيرًا، مُريدًا، قادِرًا، متكلِّمًا، آمِرًا، ناهيًا، مستويًا على سرير مملكته، يرسل رسله إلى أقاصي (٥) مملكته بأوامره، فيرضى على من يستحقُّ الرِّضا، ويثيبُه ويكْرِمُه ويُدْنِيه، ويغضب على من يستحقُّ الغضب، ويعاقبه ويهينُه ويقْصِيه؛ فيعذِّب من يشاء، ويرحم من يشاء، ويعطي من يشاء، ويمنع من يشاء (٦)، ويقرِّب من يشاء، ويُقْصِي من يشاء، له دار عذابٍ (٧) وهي


(١) س: «فشهد». وكذا الموضع التالي بعده.
(٢) ط: «ملكا .. ». س: «مهيبًا».
(٣) البيت لأميَّة بن أبي الصَّلت، في ديوانه (ص/٣٤). وفيه: «مليكٌ .. مهيمنٌ».
(٤) هـ تكرر ذكر البيت ههنا. وفيه و ض و ط: «تعطل».
(٥) س: «قاضي».
(٦) «ويمنع من يشاء» ليست في ض وط.
(٧) ض وس: «عدل».

<<  <  ج: ص:  >  >>