ثالثًا: حديث زياد بن الحارث الصدائي رواه أبو داود (٥١٤) والترمذي (١٩٩) وأحمد ٤/ ١٦٩ كلهم من طريق عبد الرحمن بن زياد -يعني الإفريقي- أنه سمع زياد بن نعيم الحضرمي أنه سمع زياد بن الحارث الصدائي قال: لما كان أول أذان الصحيح أمرني -يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذنت فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل يمظر إلى ناحية المشرق إلى الفجر فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر نزل فبرز ثم انصرف إليَّ وقد تلاحق أصحابه -يعني فتوضأ- فأراد أن يقيم فقال له نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أخا صداء هو أذن، ومن أذن فهو يقيم" قال: فأقمت.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي.
قال أحمد: ليس بشيء، نحن لا نروي عنه شيئًا. اهـ.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي. اهـ.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. اهـ.
ولهذا قال الترمذي ١/ ٢٥٤: وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي والإفريقي هو ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى بن سعيد القطان وقال أحمد: لا أكتب حديث الإفريقي. اهـ.
وقال الترمذي أيضًا: ورأيت محمَّد بن إسماعيل يقوي أمره، ويقول: هو مقارب الحديث. اهـ.
قلت: بعد التأمل في لفظ "مقارب الحديث" تبين أن المحدثين أكثر ما يطلقونه على الراوي وهو قليل وأقل منه من يطلقه على