قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار صدوق يخطئ، وقد خالفه جمع من الثقات.
وأشار أبو داود إلى إعلاله فقال في "السنن" ١/ ٢٢٩: روى هذا الحديث مالك بن أنس وبكير بن مضر وحفص بن غياث وإسماعيل بن جعفر وابن أبي ذئب وابن إسحاق عن محمَّد بن زيد عن أمه عن أم سلمة، ولم يذكر أحد منهم النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قصروا به على أم سلمة رضي الله عنها. اهـ.
ولما ذكر عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" ١/ ٢١٦ - ٣١٧ طريق مالك عن محمَّد بن زيد به موقوفًا قال: هذا هو الصَّحيح أنَّه من قول أم سلمة وقد ذكر بعضهم فيه النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" ١/ ٢٩٩: وأعله عبد الحق بأن مالكًا وغيره رووه موقوفًا وهو الصواب. اهـ.
وقال ابن الجوزي في "التحقيق" ١/ ٣٢٣: في هذا الحديث مقال، وهو أن عبد الرحمن بن عبد الله قد ضعفه يَحْيَى، وقال أبو حاتم الرَّازي: لا يحتج به، والظاهر أنَّه غلط في وقع هذا الحديث. اهـ. وقال المنذري في "مختصر السنن" ١/ ٣٢٥: في إسناده عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار وفيه مقال اهـ.
وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" ١/ ٧٤٨ لما ذكر كلام ابن الجوزي قال: عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار روي له البُخاريّ في "صحيحه" ووثقه بعضهم لكنَّه غلط في رفع هذا الحديث والله أعلم، وقد رواه الحاكم مرفوعًا أيضًا، وقال: على شرط البُخاريّ