والرابع: أنهما -أعني الثوري وشعبة- اختلفا أيضًا في شيء آخر، وهو أن جعله الثوري من رواية حُجْر عن وائل، وجعله شعبة من رواية حُجْر عن علقمة بن وائل، عن وائل، ثم قال: والاضطراب في المتن علة مضعِّفة، فالحديث، لأن يقال فيه: ضعيف، أقرب منه إلى أن يقال: حسن، فاعلم ذلك. انتهى كلام ابن القطان.
وقوله: حجر بن عنبس لا يعرف حاله فيه نظر.
فقد نقله عنه أيضًا الزيلعي في "نصب الراية" ١/ ٣٧٠.
وتبعه ابن حزم.
وفيما قالاه نظر؛ لأن حجر بن العنبس ثقة، قال ابن معين: شيخ كوفي مشهور. اهـ.
وقال الخطيب: كان ثقة أخرجوا له حديثًا واحدًا في الجهر بآمين، وصحح الدارقطني وغيره حديثه. اهـ.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
ولهذا تعقب الحافظُ ابنُ حجر في "تلخيص الحبير" ١/ ٢٥٢ ابنَ القطان وابن حزم، فقال: أعله ابن القطان بحجر بن عنبس وأنه لا يُعرف، وأخطأ في ذلك بل هو ثقة معروف، قيل: له صحبة، ووثقه يحيى بن معين وغيره، وتصحف اسم أبيه على ابن حزم، فقال فيه: حُجْر بن قيس، وهو مجهول، وهذا غير مقبول منه. اهـ.
وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" ١/ ٣٦٨: حجير بن العنبس كنيته أبو العنبس ويقال: أبو السكن كوفي أدرك