للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المحدثين الإسناد ومعرفة المخرج، وعلى هذا الأسلوب ألفوا كتب الأطراف؛ فأما الفقيه الذي يختلف نظره باختلاف اللفظ فلا ينبغي له أن يحتج بأحد المخرجين، إلا إذا كانت اللفظة فيه. اهـ.

قلت: هذا اعتذار جيد فإن البيهقي أصلًا لما ذكر الحديث ذكر بعده هذا الحديث ١/ ٢٠ وذلك من نفس الطريق بلفظ: "إذا دبغ الإهاب فقد طهر" ونص على أن مسلم أخرجه بهذا اللفظ بينما عندما ذكره بلفظ. "أيما أهاب دبغ فقد طهر" ١/ ٦ قال رواه مسلم بن الحجاج. اهـ. ولم يقل بهذا اللفظ كما نص في اللفظ السابق وهذا دليل على أن مقصد البيهقي هو أصل الحديث. والله أعلم.

ولهذا قال ابن الملقن في "البدر المنير" ٢/ ٣٨٩ لم يخرج البخاري في "صحيحه" هذا الحديث وقال الشيخ تقي الدين في "شرح الإلمام" ليس تظهر لنا العلة في تركه إلا التوهم أن يكون ابن وعلة عند البخاري لم يبلغ الرتبة التي يعتبرها، وليس يعلم في ابن وعلة مطعن، وهو عبد الرحمن بن السميفع بن وعلة السبئي. اهـ.

وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح تحقيق أحاديث التعليق" ١/ ٦٧ زعم بعضهم أن حديث ابن وعلة متفق عليه وليس كذلك، بل انفرد بإخراجه مسلم ولفظه "إذا دبغ الإهاب فقد طهر" ولفظ أحمد والترمذي وغيرهما "أيما إهاب دبغ فقد طهر." اهـ.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>