وأجاب الحافظ ابن حجر بجواب آخر. فقال في "تلخيص الحبير" ٢/ ١٥١: ويمكن أن يجاب بأنه -أي أبا بكر- علم بذلك، وظن أن عليًّا سيدعوه لحضور دفنها. وظن علي أنه يحضر من غير استدعاء منه، فهذا لا بأس به. اهـ.
وقال أيضًا: قد احتج بهذا الحديث أحمد وابن المنذر، وفي جزمهما بذلك دليل على صحته عندهما. اهـ.
قلت: لكن لما روى ابن الجوزي في "التحقيق" ٢/ ٦ هذا الأثر نقل عن الإمام أحمد إنكاره. ثم أيضًا: إن الاحتجاج بالأثر أو الحديث لا يعني تصحيحه فقد يحتج به لوجود قرائن.
والحديث حسنه الألباني وقال في "الإرواء" ٣/ ١٦٢: رجاله ثقات معروفون غير أم جعفر هذه يقال لها أم عون لم يرو عنها غير ابنها عون وأم عيسى الجزار ويقال لها الخزاعية لم يوثقها أحد. اهـ.
وفي الباب عن عائشة وأثر عن أبي موسى وابن مسعود وابن عباس.
أولًا: حديث عائشة رواه البيهقي ٣/ ٣٩٧ قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطه الأصبهاني ثنا محمد بن عبد الله بن رسته ثنا أبو أيوب سليمان بن داود المنقري ثنا محمد بن عمر ثنا محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: توفي أبو بكر رضي الله عنه ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وأوصى أن تغسله أسماء بنت عميس امرأته. وأنها ضعفت فاستعانت بعبد الرحمن. اهـ.