قلت: لم ينفرد به عبد الله بن المثنى بل تابعه حماد بن سلمة كما سبق، وأيضًا أيوب قال: رأيت عند ثمامة بن عبد الله بن أنس كتابًا كتبه أبو بكر الصديق لأنس بن مالك حين بعثه على صدقة البحرين عليه خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه البيهقي ٤/ ٨٧.
وقال البيهقي في "المعرفة" كما نقله الزيلعي في "نصب الراية" ٢/ ٣٣٧: هو حديث صحيح موصول إلا أن بعض الرواة قصر به؛ فرواه كذلك -يعني سند أبي داود- ثمَّ إن بعض من يدعى معرفة الآثار تعلق عليه وقال: هذا منقطع وأنتم لا تثبتون المنقطع، وإنما وصله عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس، وأنتم لا تجعلون ابن المثنى حجة، ولم يعلم أن يونس بن محمَّد المؤدب قد رواه عن حماد بن سلمة عن ثمامة عن أنس أن أبا بكر -رضي الله عنه- كتب له وقد أخرجناه في كتاب "السنن". كذلك رواه سريج بن النعمان عن حماد بن سلمة به، ورواه إسحاق بن راهويه وهو إمام عن النضر بن شميل وهو أتقن أصحاب حماد ثنا حماد بن سلمة به ثمَّ أخرجه كذلك. قال: ولا نعلم من الحفاظ أحدًا استقصى في انتقاد الرواة ما استقصاه محمَّد بن إسماعيل البخاري -رضي الله عنه- مع إمامته في معرفة علل الأحاديث وأسانيدها، وهو قد اعتمد فيه على حديث ابن المثنى فأخرجه في "صحيحه" وذلك لكثرة الشواهد له بالصحة. اه.
ولما ذكر الحافظ حديث حماد بن سلمة ورواياته قال في "الفتح" ٣/ ٣١٨: فوضح أن حمادًا سمعه من ثمامة وأقرأه الكتاب فانتفى