هذا الكون العظيم من النعم والأرزاق لهم .. وفي هداية الإنسان للإيمان الذي يسعد به في دنياه وأخراه .. وفي تعليم الإنسان ما لم يعلم .. وموالاة إرسال الرسل إليه بالهدى كلما نسي أو ضل.
وتتجلى في مجازاة العبد على السيئة بمثلها، ومجازاته على الحسنة بعشر أمثالها .. إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.
وتتجلى في محو السيئة بالحسنة .. وفي تبديل سيئات من تاب حسنات .. وفي تجاوز الله عن السيئات التي عملها العبد بجهالة ثم تاب .. وفي ملء سماواته بالملائكة الذين يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض.
وتتجلى كذلك في أن ربنا كتب على نفسه الرحمة، فهي على الخلق عامة، وعلى بني آدم خاصة، وعلى المؤمنين بشكل أخص.
وتتجلى كذلك في إكرام المؤمنين بدخول الجنة، ووقايتهم من النار.
وإذا عرف القلب هذه العناية العظيمة من الرب بالإنسان، وعرف إحسان المولى الكريم، وعلم مقدار رحمة أرحم الراحمين، وأدرك هذا التحنن والتحبب، والعطف والتلطف، من المولى لعباده، عرف عظمة رحمة رب العالمين.
فآمن بربه .. وأقبل على عبادته، وسارع إلى طاعته، واستحى من معصيته، لمعرفته بكمال علمه وعظمته وجزيل نعمه.