ذِكر الله عز وجل من أيسر العبادات وأسهلها وأجلِّها وأفضلها، فحركة اللسان أخف حركات الجوارح، وقد رتب الله عليه من الفضل والعطاء ما لم يرتب على غيره من الأعمال.
وحاجة القلب للذكر أعظم من حاجة البدن للطعام، وضرر المعاصي للقلب أشد من ضرر السموم للبدن.
لهذا ما فرض الله عز وجل على عباده من فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً، ثم عذر أهلها في حال العذر، إلا الذكر فإنه لأهميته لم يجعل الله له حداً ينتهي إليه، ولم يعذر أحداً في تركه إلا مغلوباً على عقله.
فلعظيم منافع الذكر أمرنا الله عز وجل بذكره في جميع الأوقات والأحوال بقوله سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٤٢)} [الأحزاب:٤١ - ٤٢].
· الذكر الكامل:
المقصود من ذكر الله عز وجل هو تحقيق العبودية الكاملة لله، وسهولة امتثال أوامره في جميع الأوقات والأحوال.
ويتحقق الذكر الكامل بمعرفة خمسة أمور:
ذكر الله بأسمائه وصفاته .. وذكر آلائه وإحسانه .. وذكر قضائه وقدره .. وذكر دينه وشرعه .. وذكر ثوابه وعقابه.