للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٦ - آثار الكبائر والمعاصي]

فعل الأوامر والطاعات محبوبة للرب، وبها تصلح دنيا العبد وآخرته.

وفعل الكبائر والمعاصي مبغوض للرب، وبها تفسد دنيا العبد وآخرته.

ونفع الطاعات للقلوب أعظم من نفع الأغذية للأجساد.

وضرر الكبائر والمعاصي على القلوب أشد من ضرر السموم على الأبدان.

ولما كان شر الذنوب يفسد على العباد دينهم ودنياهم وآخرتهم بيَّنها الله ورسوله؛ ليتمكن العباد من معرفتها واجتنابها والحذر منها، لئلا يقعوا فيما يُسخط الله، ويكون سبباً في عقوبتهم وهلاكهم.

فما في الدنيا والآخرة من شر وداء وبلاء إلا وسببه الذنوب والمعاصي.

فما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه، ومقته أكبر المقت، فلبس لباس الكفر والفسوق والعصيان، وصار قوّاداً لكل كافر وفاسق ومجرم إلا ارتكاب النهي، ومخالفة الأمر.

فالكبائر والمعاصي والذنوب أدواء مهلكة مدمرة للأمم والأفراد.

فبسبب الذنوب أغرق الله المكذبين من قوم نوح - صلى الله عليه وسلم -.

وسلط الله الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى في عهد هود - صلى الله عليه وسلم -.

وأرسل الله الصيحة على قوم ثمود فماتوا عن آخرهم في عهد صالح - صلى الله عليه وسلم -.

وأمر الله جبريل فرفع قرى قوم لوط، ثم قلبها عليهم، ثم أتبعها بحجارة أمطرها عليهم، فهلكوا جميعاً في عهد لوط - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>