للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «قَدْ سَأَلْتِ اللهَ لآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ يُعَجِّلَ شَيْئاً قَبْلَ حِلِّهِ أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئاً عَنْ حِلِّهِ وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّار، ِ أَوْ عَذَابٍ فِي القَبْرِ كَانَ خَيْراً وَأَفْضَلَ». أخرجه مسلم (١).

- حقيقة الإيمان بالقدر:

يجب أن يؤمن العبد أن جميع المخلوقات والأشياء والأحوال مخلوقة بقدر من الله، فلا يمكن أن يقع في ملك الله شيء إلا بإذنه وعلمه ومشيئته، فكل صغيرة وكبيرة في هذا الكون مخلوقة بقدر، مدبرة بحكمة.

فلا شيء جزاف .. ولا شيء عبث .. ولا شيء مصادفة .. ولا شيء ارتجال.

قَدَر يحدد وجوده .. وقَدَر يحدد وظيفته .. وقَدَر يحدد صفته .. وقَدَر يحدد مقداره .. وقَدَر يحدد عمره .. وقَدَر يحدد زمانه .. وقَدَر يحدد مكانه .. وقَدَر يحدد منفعته .. وقَدَر يحدد مضرته .. وقَدَر يحدد أثره.

١ - قال الله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣)} [القمر: ٥٢ - ٥٣].

٢ - وقال الله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (١) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (٢)} [الفرقان: ١ - ٢].

- مراتب الإيمان بالقدر:

الإيمان بالقدر له أربع مراتب:

الأولى: الإيمان بأن الله تعالى عالم بكل شيء جملة وتفصيلاً، سواء كان مما


(١) أخرجه مسلم برقم (٢٦٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>