والدعاء لجوء إلى الله الذي خلق السنن الكونية كلها، فهو القادر على إبطال مفعولها، وتغيير نتائجها في أي وقت، كما أبطل الله مفعول النار فلم تحرق إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - كما قال سبحانه: {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (٦٨) قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (٦٩)} [الأنبياء: ٦٨ - ٦٩].
- فقه الفتن:
الفتن نوعان:
فتن الشبهات .. وفتن الشهوات.
ففتنة الشبهات تُدفع بالحق واليقين على ذات الله وأسمائه وصفاته، ومعرفة دينه وشرعه، فالحق يدفع الشبهات كلها.
وفتنة الشهوات تُدفع بالصبر الذي يكف عن الشهوات، ولهذا جعل الله سبحانه إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين، كما قال سبحانه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (٢٤)} [السجدة: ٢٤].
- حكمة الابتلاء:
الله عز وجل حكيم عليم.
ابتلى عباده بما يُصلح أحوالهم ويسعدهم في الدنيا والآخرة.
فابتلاهم بالشهوات والأوامر، لينظر من يمتثل أوامر ربه ممن يتبع شهوات نفسه.
وابتلاهم بالنعم ليعلم الشاكر من الكافر، ومن يستعين بها على طاعة الله ممن يستعين بها على معصية الله.