للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعلم سبحانه أن هذا يدخل الجنة بالإيمان .. فإن لم يكن معه إيمان دخل النار.

ومن قال من الناس أنا لا أتزوج ولا آكل ولا أعمل اتكالاً على القدر فهو مخطئ؛ لأن الله أمر بفعل الأسباب التي تكون هذه الأمور بها.

فليس في الدنيا والآخرة شيء إلا بسبب، والله خالق الأسباب والمسببات ومالكها، يفعل بها، وبدونها، وبضدها.

فلا بد للعبد من العلم بأمرين:

أحدهما: أن يعلم أن الله وحده تفرد بالخلق والأمر، والهداية والإضلال.

الثاني: أن يعلم أن ذلك كله وقع منه سبحانه على وجه الحكمة والعدل، لا بالاتفاق، ولا بمحض المشيئة المجردة عن وضع الأشياء في مواضعها.

فهو سبحانه الحكيم العليم الذي هدى من عَلِم أنه يزكو على الهدى، ويقبله، ويشكر ربه عليه، ويثمر عنده.

فالله عز وجل أعلم حيث يجعل رسالته وهدايته أصلاً وميراثاً.

لم يطرد عن بابه ولم يبعد عن جنابه من يليق به الهدى والتقريب والإكرام من الخلق من الملائكة، والأنبياء، والمؤمنين.

بل طرد من لا يليق به إلا الطرد والإبعاد من الشياطين والكفار والفجار.

قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (٥٣)} [الأنعام: ٥٣].

فعلى العبد أن يحمد الله على نعمة الهداية، ويفعل ما أمره الله به، ويجتنب ما نهاه عنه، مستعيناً بالله، متوكلاً عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>