للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً» قال قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أفَلا أبَشِّرُ النَّاسَ؟ قال: «لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا». متفق عليه (١).

- طريق العبودية:

الدين يقوم على أصلين عظيمين:

عبادة الله وحده لا شريك له .. وعبادته سبحانه بما شرعه رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وعبادة الله عز وجل مبنية على أصلين عظيمين:

حب كامل لله عز وجل .. وذل تام له.

وهذان الأصلان مبنيان على أصلين عظيمين:

الأول: مشاهدة منة الله، وفضله، وإحسانه، ورحمته التي توجب محبة العبد له.

الثاني: مطالعة عيب النفس، وتقصيرها، وغفلتها، وعجزها، وفقرها، وسوء عملها الذي يورث الذل التام لله عز وجل.

وأقرب باب يدخل منه العبد إلى ربه باب الافتقار إلى ربه.

فلا يرى نفسه إلا مفلساً .. ولا يرى ربه إلا ملكاً غنياً .. قادراً رحيماً .. فلا يرى لنفسه حالاً ولا مقاماً .. ولا سبباً يتعلق به .. ولا وسيلة يمنّ بها.

بل يشهد ضرورته كاملة إلى ربه عز وجل، وأنه إن تخلى عنه خسر وهلك.

١ - قال الله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (٥٣)} [النحل: ٥٣].

٢ - وقال الله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٨)} [النحل: ١٨].


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (٢٨٥٦) , ومسلم برقم (٣٠)، واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>