والذي يَحُول بين القلب والحق شغله بغيره من فتن الدنيا، وشهوات الجسد، وقد يعرض له الهوى قبل معرفة الحق، فيبعده عن النظر فيه، وقد يعرض عنه عن كبر فيه، وقد يعرض له الهوى بعد معرفة الحق فيجحده ويعرض عنه.
والقلوب أوعية العلم والإيمان.
فمن كان قلبه سليماً ليناً رقيقاً سَهُل قبوله العلم، ورسخ فيه وأثّر.
وإن كان القلب مريضاً قاسياً غليظاً كان قبوله للعلم صعباً عسيراً.
فإذا كان القلب زاكياً صافياً زَكَى فيه العلم، وأثمر ثمراً طيباً.
وإن قَبِل القلب العلم، وكان فيه كدورة وخُبث أفسد ذلك العلم كالزرع مع الدَّغَل ينبت لكن لا يزكو.