الأول: من عرف الحق وآثره على الباطل، بالعمل به، والدعوة إليه.
فهؤلاء أشرف الخلق، وأكرمهم على الله تعالى.
الثاني: من لا بصيرة له في الدين، ولا رغبة له فيه لنفسه ولا لغيره.
وهؤلاء شر الخلق، غرهم الشيطان فصاروا من جنده وحزبه.
الثالث: من له بصيرة في العلم والهدى، لكنه ضعيف لا قوة له.
فهذا حال المؤمن الضعيف، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله منه.
الرابع: من له قوة وهمة، ولكنه ضعيف البصيرة في الدين.
وليس في جميع هؤلاء من يصلح للإمامة في الدين، ولا هو موضع لها، سوى القسم الأول الذين قال الله فيهم: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (٢٤)} [السجدة: ٢٤].
- درجات الكمال:
سنة الله عز وجل أن جعل لكل مخلوق كمالاً يختص به هو غاية شرفه وحسنه، فإذا عدم كماله نزل إلى الرتبة التي دونه، واستُعمل فيها.
وقد فاوت الله عز وجل بين النوع الإنساني أعظم تفاوت في الخلق .. والعلم.
فإذا كان الإنسان صالحاً لاصطفاء الله له بالرسالة اتخذه رسولاً.
فإن كان قاصراً عن هذه الدرجة، قابلاً لدرجة الولاية رشح لها.
فإن كان ممن يصلح للعمل والعبادة، دون العلم والمعرفة، جعل من أهلها، حتى ينتهي إلى درجة عموم المؤمنين، والله أعلم حيث يجعل رسالته.