ما أكثر الذين زلّوا في القدر، إما من باب الوساوس والأوهام أو العقائد الباطلة أو تقليد الأمم فيما قالوه وما زعموه في القدر، كل ذلك مما حدث في كثير من طوائف الأمة التي خرجت عن سبيل المؤمنين، والإيمان بالقدر يعني: أن تؤمن بأن الله قدّر كل شيء من الخير والشر ابتلاء وفتنة، كما قال عز وجل:{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[الأنبياء:٣٥].
وعلى هذا فإن الإيمان بالقدر لا بد له من قواعد؛ لأن من تصور هذه القواعد حتى ولو لم يمكن طالب علم ولا عالماً؛ لأن مسائل القدر قد تكون صعبة، لكن مع ذلك فإن أصولها ومبادئها الأساسية التي تعبدنا الله بها سهلة، ولذلك سأركّز على هذه الجوانب السهلة.