ما هو الطريق السليم للتمسك بعقيدة أهل السنة والجماعة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن وأصبحت البلاد تعج بها؟
الجواب
أهل السنة والجماعة يجب أن يبذلوا كل وسيلة مشروعة لنشر السنة، لا لمجرد تكثير الناس وهذا مطلب شرعي، أنه كما يهتدي الناس على أيدينا هذا مطلب شرعي، لكن لأن الله أوجب ذلك، وأوجب علينا الدعوة إلى الحق والنصح للأمة، فمن مقتضى نصيحة هذه الأمة أن يسعى أهل السنة والجماعة إلى تحصيل كل وسيلة مشروعة لنصر السنة، وهي تنبني على الأسس التالية: أولاً: الدعوة بالقدوة، ولو أن أهل السنة خاصة الشباب والدعاة المتحمسين ركزوا على وجود القدوة في تعاملهم مع الله عز وجل وتعاملهم مع الخلق، وإظهار السنة على سلوكياتهم لكان هذا كافياً عن كثير مما نقوله من محاضرات وندوات ووسائل، ولذلك نجد أكبر مؤثر في نشر السنة، بل وفي نشر الإسلام أيضاً عبر التاريخ هو القدوة، والقدوة بالسنة.
ثانياً: لا بد من ضرورة تحقيق الاجتماع الذي أمر الله به، والاجتماع يأخذ مراحل، وكثير من أهل السنة يطمح إلى جمع الأمة، وهذا مطمح كبير، لكن ينبغي أن يتدرج؛ لأن يجمع جهود أهل السنة للقيام بالنصيحة لباقي الأمة، ويكون ذلك بأن تتظافر الجهود لتطبيق السنة بين أهل السنة ثم القدوة ثم وسائل النشر تتكاتف الجهود وتتظافر بالوسائل المتاحة.
ثالثاً: أن نشر السنة ينبني على النصيحة، وأعني بذلك أن يبتعد دعاة السنة مما يقع فيه بعضهم مع الأسف من القسوة والتشهير والعنف في الكلمة وفي التعامل، ونأخذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول:(ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه)، ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر:(إن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي بالعنف).