في العموم فإن الفرق غالباً ما تطلق على المخالفين في الأصول والمسلمات والعقيدة والثوابت، والمذهب غالباً ما يطلق على الاختلاف في الاجتهاديات التي ليست مذمومة، فلذلك تسمى اجتهادات العلماء في الفقه مذاهب، وتسمى المذاهب الأربعة وتنسب إلى الأئمة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، فهذه تسمى المذاهب الأربعة؛ لأنها مذاهب اجتهادية، لكنها متفقة على أصول الدين، فهي في أصول الدين ليست مذاهب، ولذلك فإن المذاهب الأربعة هي مذاهب في الاجتهاديات، ويجمع الأئمة الأربعة على الأصول والمسلمات، فالمذاهب تكون في الاجتهاديات، ومع ذلك فقد اصطلح المتأخرون على تسمية البدع الناشئة والأفكار الحديثة التي تخالف الإسلام اصطلحوا على تسميتها مذاهب معاصرة، وهذا فيه تجوز، لكن لا مشاحة في الاصطلاح، لكن لا يقصدون بها المذاهب الاجتهادية، بل يقصدون بها المذاهب التي انحرفت عن الحق في الأفكار والمناهج.