للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مسألة حرمان العاصي من دخول الجنة]

السؤال

هل مرتكب المعاصي من الذين يشربون الخمر ويسمعون الغناء يحرمون من دخول الجنة عملاً بقوله سبحانه وتعالى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف:٢٠]؟

الجواب

مرتكب المعاصي مصيره الجنة، مهما ارتكب من الذنوب ما لم تكن ردة أو شركاً، وما لم يخرج من الملة ومهما ارتكب من الذنوب فإن مصيره الجنة، فإذا تاب قبل موته فالأصل فيه أن الله يتوب عليه فيما نعلم ظاهراً والله أعلم بالسرائر، فمن تاب تاب الله عليه، لكن إذا مات وهو على كبيرة أو كبائر إما فسق أو فجور أو بدع أو غيرها فإذا مات على هذا فهو يوم القيامة تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له وقد يكون ذلك بأسباب وقد يكون بمحض مشيئة الله ورحمته وعطفه سبحانه، وإن شاء عذبه، أي: أنه يدخل النار لتطهيره من المعاصي، ثم إذا دخل النار فإنه يخرج منها حتماً؛ لأن مصيره إما بالشفاعة أو بغيرها، أن يُطهّر في النار ثم يخرج منها إلى الجنة، وإذا دخل الجنة تمتع بما يتمتع به أهل الجنة من النعيم، وأهل الجنة قد يتفاوتون في النعيم، لكن نوع النعيم في الجملة لا يخص أحداً دون أحد، فإذاً: مصير مرتكب الكبائر من المؤمنين هو الجنة في النهاية حتى وإن عذب بعضهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>