قال المؤلف حفظه الله تعالى:[الثالث عشر: كرامات الأولياء والصالحين حق، وليس كل أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجاً، وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة، أو عدمها].
كرامات الأولياء قد تكون من باب الرؤى وقد تكون من باب الفراسة، وقد تكون خوارق أخرى، ومعنى ذلك أن الله عز وجل قد يُكرم بعض عباده بكرامات يتهيأ لهم أمور غير معتادة عند الناس، وهذه الأمور قد تكون معنوية وهو الغالب، وقد تكون حسية أيضاً، فقد يفتح للإنسان من الأشياء التي لا يُعتاد أن تنفتح له، فتحدث له، وهذا راجع إلى قدرة الله عز وجل، لكن هذه الخوارق لا تكون كرامات إلا إذا كانت لمؤمن صادق صالح توافرت فيه شروط الكرامة، بمعنى أنها لا تتعارض مع الكتاب والسنة ولا تؤدي إلى بدعة ولا إلى محرّم ولا إلى فواحش الأمور ورذائل الأخلاق، ولا تؤدي إلى الكذب، ولا إلى الظلم، ولا إلى الخيانة إلى آخره فالخارق للعادة إذا كان يحقق الخير الذي جاء به الإسلام فهو كرامة، وأيضاً قد يكون سبباً للاستدراج، فلا يغتر المؤمن بذلك، بل ينبغي إذا رأى شيئاً فيه قرائن الكرامة فليحمد الله وليستبشر خيراً لكن لا يغتر؛ لأن هذه الأمور قد تلتبس فيها عبث الشياطين والجن بالكرامات، فتكون بعض الخوارق من باب الفتن ويظن صاحبها أنها كرامة.