النوع الثالث: وهو شركي ينافي التوحيد ويوقع في الخروج من الملة، وهو صرف العبادة لأصحاب القبور وللموتى، لفرد أو لجماعة، إما بدعائهم من دون الله أو الاستعانة بهم بعد موتهم؛ لأنهم لا يقدرون على جلب نفع ولا دفع ضر، أو الاستغاثة بهم أو عمل عبادة محضة مثل الطواف أو النذر أو الذبح تقرباً إليهم، كل ذلك يدخل فيما ينافي التوحيد بل يوقع في الشرك، وهذه الصورة وإن كانت قليلة إلا أنها موجودة، وهي من أخطر ما يقع في المسلمين، ويجب على كل مسلم يرى مثل هذه المظاهر أن يحذر من يقعون فيها، فالدين النصيحة، ولا يجوز لأحد يرى من بعض المسلمين الجهلة يعمل هذه الأشياء إلا ويجب عليه أن ينقذه من النار وينصح له، فيبين له خطورة هذا الأمر؛ لأن الكثيرين ممن يقعون من الجهلة لو بين لهم وجه الحق وأوردت لهم الأدلة بأسلوب لين وناصح فإنهم إن شاء الله سيخضعون للحق.
فهذا النوع الشركي وإن كان قليلاً إلا أنه ربما يكون من أعظم أسباب ما وقعت فيه الأمة من هذه العقوبات والأدواء والأمراض والفرقة؛ لأنه لما وجه فريق من المسلمين عبادتهم لغير الله وإن كان على جهل؛ أدى ذلك إلى ضعفهم وهوانهم وذلهم، كما أدى عدم الإنكار على مثل هؤلاء الذين يقعون في مثل هذه المصائب إلى مثل هذه العواقب الوخيمة.
فلذلك ينبغي أن يتواصى المسلمون على التحذير من هذه الأنواع البدعية أو الشركية.