وقوله:(وفي المحشر) الرؤية يوم القيامة نوعان: الأولى: الرؤية في الجنة.
الثانية: رؤية جاءت مجملة ولم تفصلها النصوص، فهذه تبقى هكذا ونؤمن بها إجمالاً، وهي أن الناس يرون ربهم في المحشر كما ثبت ذلك في النصوص، أما التفصيل في الرؤية في المحشر فلم يرد كما ورد من التفصيل في الرؤية في الجنة، ولذلك نقف على النصوص.
ومما يجب معرفته أن الرؤية لا تكون إلا يوم القيامة، سواء في المحشر أو في الجنة، وعلى هذا لا يجوز ولا يعقل ولا يمكن أن أحداً يرى ربه بعينه في الدنيا، ولذلك حينما طلب موسى من الله عز وجل الرؤية، قال له الله عز وجل:{لَنْ تَرَانِي}[الأعراف:١٤٣] تأبيد الحياة، ولا يعني ذلك تأبيد إلى ما بعد الحياة الدنيا، فلن للتأبيد في الحياة الدنيا؛ لأن الله عز وجل لا يحكم سننه الكونية ما بعد الدنيا، إنما هذه العبارات تحكم حياة الناس والزمان الذي نعيش فيه إلى قيام الساعة {لَنْ تَرَانِي}[الأعراف:١٤٣]، وكذلك كل الخلق، لا يمكن أن أحداً يرى ربه بعين رأسه، قد يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم حينما عُرج به هل رأى ربه بعين رأسه، إن كان رأى فهذه خصوصية، فالنبي صلى الله عليه وسلم خصه الله عز وجل بأمور كثيرة لا تكون لغيره، لكن الراجح أن نبينا صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعين رأسه إنما رآه رؤية قلبية فؤادية الله أعلم بها.