للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الشك في العقيدة]

السؤال

ماذا يفعل من يأتيه شك في العقيدة، وأحياناً يأتيه أثناء الصلاة والقراءة، وهل هذا ينقص من إيمانه، مع العلم أنه عندما تأتي هذه الشكوك لا ينقص من أفعاله الصالحة، ولكن تؤثر عليه في نفسه بالحزن وظنه أنه منافق؟

الجواب

ما دام أن الإنسان باقٍ على عمل الصالحات، فمعنى أن هذه الخواطر والهواجس لم تبلغ الحد الذي يطلبه الشيطان، وأن هذا لا يزال عنده أصل الإيمان ويدافع هذه الوساوس ويؤجر عليها، لكن أحب أن أوصي من يشعر بهذا الشعور بأمور: أولاً: أن يتفقه في دين الله عز وجل، خاصة في الأمور التي يجد فيها الوسواس، إما على عالم أو طالب علم أو من خلال الأشرطة أو الدروس المهيئة الآن عبر الوسائل، ويتعمق فيها من أجل أن يكون عنده يقين فيها بالدليل، فتزول أسباب هذه الأوهام والوساوس.

ثانياً: أن يكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ويكثر تعلق قلبه بالله عز وجل بكثرة التسبيح والتهليل وعمل الصالحات، فلا يبقى للشيطان منفذ ليورد في الخاطر هذه الأمور.

ثالثاً: إذا كان الأمر وصل إلى أن الإنسان ينزعج ويؤثر هذا على حياته، ويكدر صفو الحياة عليه، وهذا قد يوجد عند بعض الناس، فأخشى أن تكون هذه بوادر وسواس مرضي، فينبغي أن يعالج نفسه بالرقية وبالعلاج الطبيعي عند أطباء النفس، لأن الأطباء النفسيين عندهم من الوسائل والتشخيص ووصف العلاج ما يخفف هذه الأمور أو يلغيها، فأرجو ألا يتساهل من يشعر بذلك ولا يظن أن التداوي يتنافى مع الأخذ بالأسباب الشرعية، هذا وهم يشعر به كثير ممن عندهم مثل هذه الأوهام والوساوس والخواطر، ويظن أن هذا عيب أيضاً وهذا كله خطأ، فهذا امتحان من الله عز وجل وابتلاء، ويؤجر الإنسان بمدافعته لهذه الأمور، فينبغي أن يحتسب الأجر عند الله ثم يتداوى، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (تداووا عباد الله) فيبذل مع الأسباب الشرعية من الرقية والأوراد والأذكار والتسبيح ومجالسة الصالحين والعلم الشرعي ما يصرف القلب عن هذه الأمور، وأيضاً يتداوى الدواء الطبيعي، والعلاج المادي مطلوب؛ لأن الإنسان عليه أن يبحث عما يريحه في عبادة الله، ويصفّي ذهنه؛ لئلا يشغله الشيطان بهذه الشواغل، فيجب أن تؤخذ الأمور بهذا التدرج، وإذا أمكن علاجها بالأسباب الذاتية والشرعية فهو أولى وإذا ما أمكن فلا بد من مراجعة الطبيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>