للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللاديني، وقد يهادن بعضهم بعضًا ريثما يوقع به الهزيمة والهلاك والدمار.

ولكن إذا كان الأمر متعلقًا بالإسلام والمسلمين فالكل سواء في عداوة الإسلام والمسلمين، وهذا ما يصدقه الواقع اليوم، وإذا كان بعضهم يتودد إلى المسلمين فلأجل مصالحهم، ومنافعهم الدنيوية.

وقد كنا نحفظ من كلام علمائنا الصادقين الأخيار الكبار: «إِنَّ الكُفْرَ مِلَّةٌ وَاحِدَةٌ» نعم - والله - إن الكفر ملة واحدة، وما أصدقها من كلمة ألقاها الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - على لسان أسلافنا العلماء الأبرار.

ويحاول بعض ضعفاء المسلمين اليوم ممن صنعهم الغرب أو الشرق على يديه أن يتملصوا من هذه الكلمة، ويعتبرونها من آثار التعصب، وما هي - عَلِمَ اللهُ - من التعصب في شيء، وإنما هي الحقيقة الصادقة والواقع الحق.

وليس أدل على ذلك مما وقع في فلسطين السليبة، فلولا الإنجليز وأعوانهم لما كان لليهود وجود في فلسطين وهم الذين مَكَّنُوا لهم من احتلالها، ولما قامت هذه الدويلة التي صنعها الإنجليز كان أول من اعترف بها روسيا الشيوعية فهل بعد ذلك يشك شاك في أن الكفر ملة واحدة؟!!.

وإذا كان الله أخذ الميثاق على العلماء من قديم الزمان أن يبينوا الحق ولا يكتموه وأن يجاهدوا في سبيل الحق وإزهاق الباطل فهذا البيان أوجب وأوجب على العلماء المسلمين الذين تكالبت على ديارهم، وعلى دينهم، وعلى كتابهم، وسنة نبيهم - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دول الكفر والبغي، والعدوان.

فليشمر العلماء المسلمون فِي كُلِّ قُطْرٍ وَمِصْرٍ عن سواعدهم في سبيل إظهار محاسن دينهم، وشريعتهم، والدفاع عن كتاب ربهم وسنة نبيهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ولنقابل باطلهم بحقنا وسفسطاتهم بِحُجَجِنَا، وَبَرَاهِينِنَا.

إن هذا الدين الإسلامي العظيم لم يقم على الراحة والكسل، والتواكل والدعة وإنما قام على الجهاد والكفاح، وحب الاستشهاد، والتضحيات بالنفس والأهل

<<  <   >  >>