والولد، والمال، وقام على الجهاد بالكلمة قبل أن يقوم على الجهاد بالسيف.
وإني لأهيب بإخواني، وأبنائي العلماء أن يقوم كل في مجال علمه وتخصصه بالمنافحة عن الإسلام، وعن كتاب الله وسنة رسوله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وعن علوم الإسلام وعن تراثه الذي لولاه لما وصلت البشرية إلى ما وصلت إليه من تقدم فكري فالعالم مدين إلى الإسلام في هذا.
وبحسب العلماء المنافحين عن الإسلام، والدعاة إليه، والمظهرين لفضائله ومحاسنه - وما أكثرها - هذا التاج الذي تَوَّجَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللهِ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيث قال:«العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».
وإذا كان لا رتبة فوق النبوة، فلا شرف فوق وراثة هذه الرتبة، إن هذه الوراثة للأنبياء - وَاللهِ - لدونها كل ما في الدنيا من ملك، وسلطان وجاه ومال وأهل وولد.
«وبعد» فإن كان ما قلته صَوَابًا فمن الله وبتوفيقه، وإن كان فيما قلته خطأ فمني ومن الشيطان، والخير أردت {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}(١).