للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" كَلِمَةُ الطِبِّ فِي حَدِيثِ الذُّبَابِ ": (١)

البحوث والمراجع العلمية تؤيد الحديث الشريف: «إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، [ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ]، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً، وَفِي الآخَرِ دَاءً».

" تحقيق علمي د. محمود كمال، ود: محمد عبد المنعم حسين ":

كثر التعرض لهذا الحديث، وخصوصًا من جانب أطباء مكذبين للحديث، لعلمهم بأن الذباب ينقل العدوى والجراثيم الحاملة للمرض، ونحن نعلم أن من الأحاديث التي رويت عن النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما هو صحيح، وما هو مكذوب، وكان على فقهاء الحديث أَنْ يُبَيِّنُوا الصحيح، ويستبعدوا المكذوب (٢)، وتمسك رجال الحديث والفقهاء الأعلام بصحة الحديث لاستناده للثقات من الرواة وتمسك بعض الأطباء بالناحية الصحية وكذبوا الحديث، وكنا نود أن نفهم الحديث على أسس ثلاثة:

[١] عدم التعرض لصحة الحديث فهذا من اختصاص فقهاء الحديث، والعلماء الذين درسوا العلم والحديث، وهم أعلم كيف يستبعدون الأحاديث المكذوبة.

[٢] محاولة البحث العلمي بافتراض صحة الحديث للوصول إلى حقائق أنبأنا عنها النَّبِيُّ - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} (٣) قرآن كريم.

[٣] عدم الخوض في موضوع مادة الحديث قبل الرجوع إلى المراجع العلمية الكافية عن الحشرات، وعن طفيليات الحشرات، لهذا رأينا بعد قراءة الموضوع والمجادلات المتبادلة بين الفريقين في الصحف والمجلات منذ مدة طويلة أن نحاول


(١) نشر هذا البحث القيم في " مجلة الأزهر "، عدد رجب لسنة ١٣٧٨ هـ.
(٢) أقول: وهذا هو ما قام به أئمة الحديث وعلماء النقد كما بينت ذلك بالدليل في هذا الكتاب.
(٣) [سورة النجم، الآيتان: ٣، ٤].

<<  <   >  >>