وإنها - وَأَيْمُ الحَقِّ - لنتيجة موفقه حَقًّا، وقاطعة في الدلالة على صدق هذا الحديث الذي طَبَّلَ من أجله أعداء السنن والأحاديث وَزَمَّرُوا من أمثال النظام وأتباعه من المستشرقين، والقساوسة وبعض أرقاء الدين من المسلمين وما ذهب إليه الدكتوران الكبيران، والطبيبان النطاسيان، مِنْ حَمْلِ أَحَدِ الجَنَاحَيْنِ الذي فيه الداء على بعض أجزاء جسم الذبابة، وحمل الجناح الآخر الذي فيه الدواء على ما يوجد على بطنها من الفطريات وهي المواد المضادة للحيوية والقاتلة للجراثيم والتي تنطلق وتخرج بسبب وجود سائل حول الخلايا المستطيلة للفطريات. لتأويل قريب مستساغ وجار على سنن اللغة العربية وكم لهذا التأويل من أمثلة كثيرة في الأحاديث النبوية، فجازى الله هذين الطبيبين العالمين حَقًّا اللذين أظهرا شَيْئًا من أسرار اللهِ، في شيء من أضعف خلق الله وهو الذباب ومن يدري؟ فلعله لولا هذه المادة التي تتكون في جسم الذباب، والتي تقتل الجراثيم العالقة بالذباب، والتي تكون في بُرَازِهَا لكان الذباب أداة سحق وهلاك للناس، ولا سيما في البلاد الفقيرة والمتخلفة، وهذا من رحمة الله بالخلق وصدق الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - حيث يقول:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}(١).
وبعد إجراء التجارب والبحوث العلمية الطبية من عام ١٩٢٧ م الذي نشر فيه أول بحث يتعلق بما في الذباب من دواء في " المجلة الطبية الإنجليزية " وتوالت التجارب والبحوث إلى وقتنا هذا يتبين بكل جلاء ووضوح.