للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لبيد بن الأعصم للنبي، غير الشيخين: البخاري ومسلم - الإمام أحمد في " مسنده " (١) وابن سعد في " الطبقات " (٢) وابن ماجه (٣).

ذِكْرُ الشُّبَهِ التِي أُثِيرَتْ حَوْلَ الحَدِيثِ وَرَدِّهَا:

وإثارة الشبه حول حديث السحر تضرب في القدم إلى العصور الأولى، فقد ذكره الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتابه " تأويل مختلف الحديث " (٤) ضمن الأحاديث التي طعن فيها النَظَّامُ وأمثاله من أرقاء الدين في السنن والأحاديث.

وكذلك رَدَّ بعض أهل العلم في العصر الأخير، وهم الذين يحكمون العقل الجامح في كل شيء، وليس عندهم من العلم بالسنن والأحاديث وروايتها عدالة، وضبط رواتها ما يعصمهم من الوقوع في الزلل.

وجاء بعض أدعياء العلم في هذا العصر (٥) اَيْضًا فألف كتابًا في السُنَّةِ جمع فيه كل شاردة وورادة في الطعن في السُنَّةِ والأحاديث واعتمد في رده لهذا الحديث على أن الأستاذ الشيخ محمد عبده قد أنكر حديث السحر ورده بالحجج والبراهين (٦).

وقد اعتمد هو ومن سبقه من أئمة الاعتزال إلى الأمور الآتية قالوا:

[١] إن الحديث وإن رواه البخاري ومسلم فهو حديث آحادي فلا يؤخذ به في العقائد وعصمة النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من تأثير السحر في عقله عقيدة من العقائد فلا يؤخذ في إثبات


(١) " مسند أحمد ": جـ ٤ ص ٣٦٧، وجـ ٦ ص ٥٧، ٦٣، ٦٦.
(٢) جـ ٢ ق ٢ ص ٤.
(٣) كتاب الطب - باب ٤٥.
(٤) " تأويل مختلف الحديث ": ص ١٧٧ وما بعدها.
(٥) هو محمود أَبُو رَيَّةَ في كتابه " أضواء على السنة المحمدية ".
(٦) سموها حُجَجًا وَبَرَاهِينَ على حسب زعمهم وذلك لأنها صادفت هوى في نفوسهم.

<<  <   >  >>