للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ثم نجد الضرر العظيم الذي لحق بالوحدة الإسلامية بسبب هذا اليهودي الخبيث الماكر الداعر الفاجر، وبسبب الزنادقة من كل لون وجنس.

ومما ينبغي أن يعلم أن الكثرة الكاثرة جِدًّا من الذين دخلوا في الإسلام دخلوا فيه عن طواعية واختيار وقد صهرهم الإسلام وصير منهم أناسًا مخلصين للإسلام ولعقيدة الإسلام، ولسلطان الإسلام، ولعلوم الإسلام، ولثقافة الإسلام.

وليس أدل على هذا من أن خدمة الإسلام والجهاد في سبيله، ونشره في أرض الله الواسعة وخدمة العلوم الإسلامية والثقافة الإسلامية قام بها من المسلمين غير العرب من هم أكثر من المسلمين العرب.

وهؤلاء الذين حملوا الحقد على الإسلام والمسلمين ولم يمكنهم التخلص من رواسب العقائد الباطلة الموروثة والعادات الجاهلية الممقوتة، والتقاليد البالية الفاسدة وتسلطت عليهم العصبية للجنس، والدين، واللغة كانوا قلة بالنسبة إلى الأولين، وهذه القلة كان لهم الخلفاء والأمراء والعلماء بالمرصاد أما الخلفاء والأمراء فقتلوهم وصلبوهم، وأما العلماء فقد زيفوا مزاعمهم وكشفوا عن وجه الباطل فيها.

[٢] الطَّعْنُ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ:

لما كان الإسلام بأصوله وفروعه يتمثل في الأصلين الشريفين:

أ - القرآن الكريم: الذي هو أصل الدين، ومنبع الصراط المستقيم.

ب - السنن والأحاديث النبوية التي هي شارحة للقرآن، ومفسرة له: توضح مجمله، وتخصص عامه، وتقيد مطلقه، وتستقل بالتشريع في بعض الأحيان اتجهت حملات أعداء الإسلام والمسلمين إلى الطعن وإثارة الشبه حول هذين الأصلين الشريفين ولما كان القرآن الكريم كان يحفظه الألوف تلو الألوف، بل يحفظه ألوف الألوف من الرجال، والنساء، والصبيان في الكتاتيب وطلاب العلم في المعاهد والمدارس، والجامعات، والجوامع كان من المتعذر جِدًّا إن لم يكن مستحيلاً التزيد فيه أو النقص، فمن ثم لجأ أعداء الإسلام إلى الاختلاق في تفسيره، والتحريف في

<<  <   >  >>