للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معانيه فمن ثم كان هذا الركام المتكاثر من الموضوعات المكذوبة والإسرائيليات الباطلة، والخرافات والأباطيل التي اشتملت عليها بعض كتب التفسير سواء في ذلك كتب التفسير بالمأثور: الذي هو أسبق في الوجود من التفسير بالرأي والاجتهاد، وكتب التفسير بالرأي والاجتهاد (١).

ولغلاة الشيعة، والقرامطة، والباطنية، وجهال المتصوفة وأشباههم من الزنادقة والمبتدعة وذوي الأهواء المضلة والأغراض السيئة والعداوات الباطنة للإسلام في كل عصر ومصر في هذا الباب، تأويلات باطلة تشتمل على العجب العجاب في تفسير آيات القرآن الكريم لا تتفق هي ولغة القرآن، ودعوة القرآن وجمال القرآن وبلاغة القرآن، وليس هناك ما يشهد لها من شرع أو عقل ومما يؤسف أن هذه التأويلات الجاهلة الباطلة لقيت آذانا صاغية من بعض ذوي القلوب المريضة، والدين الرقيق، والعقول السخيفة وعملوا على ترويجها وإشاعتها بين الناس.

ولكن أصحاب القلوب المؤمنة والعقول السليمة، والأفكار النيرة من علماء هذه الأمة سَلَفًا وَخَلَفًا كانوا لهذه الأباطيل والتحريفات بالمرصاد فكشفوا عن عارها وعوارها، وَبَيَّنُوا وجه بطلانها وبذلك ردوا كيد هؤلاء في نحرهم وبقي القرآن كما قال رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ العُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ» (٢) الحديث، وقد روى قوله «لاَ تَزِيغُ» بفتح التاء أي لا تميل عن الحق باتباعه الأهواء وَرُوِيَ بضمها، أي لا تميله الأهواء المضلة عن نهج الاستقامة إلى الاعوجاج، من الإزاغة يعني الإملة،


(١) من أراد تفصيلاً في ذلك فليرجع إلى كتابي " الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير " وقد صدرت حديثًا الطبعة الرابعة من هذا الكتاب النافع المفيد عن مكتبة السنة بالقاهرة - فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات [الناشر].
(٢) هو من حديث رواه الترمذي من حديث الحارث الأعور عن النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقال: إسناده مجهول، وفي حديث الحارث مقال، وقد ذكره السيوطي في " الإتقان " وقال: أخرجه الترمذي والدارمي وغيرهما. وسكت عنه، وكذا ذكره الحافظ ابن كثير في " فضائل القرآن " وتعقب كلام الترمذي بما يدل على اعتماده للحديث، والله أعلم.

<<  <   >  >>