للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمة هي خير أمة أخرجت للناس قديمًا وحديثًا، والأمة الوسط في عقيدتها، وفي تشريعاتها وفي أخلاقها، وفي مناهجها في الحياة، وصدق الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - حيث قال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (١) وقال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (٢) وما من شبهة أوردت على القرآن إلا وقيض الله لها من علماء الأمة من ردها وكشف عن بطلانها (٣).

[٣] الطَّعْنُ فِي السُّنَنِ وَالأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ:

وكما طعنوا في القرآن الكريم طعنوا كذلك في الأحاديث والسنن النبوية وقد ظنوا أن الطعن فيها أيسر عليهم من الطعن في القرآن الكريم لأن القرآن الكريم ثابت في جملته وتفصيله بالتواتر (٤) المفيد للقطع واليقين، وله القداسة الأولى في نفوس المسلمين بخلاف الأحاديث والسنن فإن معظمها ثابت بالأسانيد الآحادية (٥)، وقداستها في النفوس دون قداسة القرآن الكريم!!.

وقد اتخذ هذا الطعن في السنن والأحاديث سُبُلًا متعددة وإليكم بيانها:

[أ] الطعن في حَمَلَةِ الأحاديث والسنن من الصحابة فمن بعدهم لأنه إذا قَلَّتْ الثِّقَةُ


(١) [سورة البقرة، الآية: ١٤٣].
(٢) [سورة آل عمران، الآية: ١١٠].
(٣) في كتابي " المدخل لدراسة القرآن الكريم " ذكرت نحوًا من خمسين شبهة أوردت على جمع القرآن، وكتابته، ورسمه، وَمَكِيِّهِ وَمَدَنِيِّهِ، وقد رددتها رَدًّا عِلْمِيًّا صحيحًا فلله الحمد والمنة على ما وفق وألهم. [وقد صدر هذا الكتاب النافع في طبعة جديدة مصححة ومزيدة - عن مكتبة السنة بالقاهرة في طبعته الرابعة] الناشر.
(٤) المتواتر: في اصطلاح العلماء: هو ما رواه جمع كثير عن جمع كثير بحيث تحيل العادة أو العقل المستند إلى العادة تواطؤهم واتفاقهم على الكذب في نسبة القول إلى قائله.
(٥) المراد بالآحادية: كل ما ليس بمتواتر فيدخل فيه المشهور، والمستفيض والعزيز والغريب.

<<  <   >  >>