للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن الهفوة والزلل والغضب والحدة والإفراط لا يخلو منه أحد، وهو لهم غفور، ولا يوجب ذلك البراء منهم، ولا العداوة لهم، ولكن يحب على السابقة الحميدة، ويتولى للمنقبة الشريفة» (١).

وقال القرطبي: «وقد تعبدنا بالكف عما شجر بينهم، وألا نذكرهم إلا بأحسن الذكر، لحرمة الصحبة ولنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن سبهم، وأن الله غفر لهم، وأخبر بالرضا عنهم» (٢).

وقال ابن قدامة المقدسي: «ومن السنة تولي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومحبتهم، وذكر محاسنهم، والترحم عليهم، والاستغفار لهم، والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم. واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم» (٣).

وقال شيخ الإسلام ابن تيْميَّة: «ولهذا كان من مذهب أهل السنة: الإمساك عما شَجَرَ بين الصحابة، فإنه قد ثبتت فضائلهم، ووجبت موالاتهم ومحبتهم» (٤).

وقال الذهبي: «ولا نذكر أحدا من الصحابة إلا بخير، ونترضى عنهم، ونقول: هم طائفة من المؤمنين بغت على الإمام علي، وذلك بنص قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لعمَّار: تقتلك الفئة الباغية، فنسأل الله أن يرضى عن الجميع، وألا يجعلنا ممن في قلبه غل للمؤمنين» (٥).

وقال ابن الوزير اليماني: «والكلام فيما شجر بين الصحابة مما كثر فيه المراء والعصبية، مع قلة الفائدة في كثير منه» (٦).


(١) الإمامة والرد على الرافضة (ص: ٣٤١ - ٣٤٢).
(٢) الجامع لأحكام القرآن (١٦/ ٣٢١).
(٣) لمعة الاعتقاد (ص: ٣٩).
(٤) منهاج السنة النبوية (٤/ ٤٤٨ - ٤٤٩).
(٥) سير أعلام النبلاء (٨/ ٢٠٩ - ٢١٠).
(٦) العواصم والقواصم (٣/ ٢٢١).

<<  <   >  >>