للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَانع فَفَعَلُوا وانحازوا إِلَى قلعة يافا بعد أَن قتل مِنْهُم جمَاعَة وَدخل النَّاس الْبَلَد عنْوَة ونهبوا مِنْهُ أقمشة عَظِيمَة وغلالا كَثِيرَة وأثاثا وبقايا قماش مَا نهب من الْقَافِلَة المصرية واستقرت الْقَاعِدَة على الْوَجْه الَّذِي قَرَّرَهُ السُّلْطَان

وَكَانَ قايماز النجمي فِي طرف الْغَوْر لحمايته من عَسْكَر الْعَدو الَّذِي بعكا فوصل مِنْهُ كتاب يخبر فِيهِ أَن الإنكلتير الملعون لما سمع خبر يافا أعرض عَن قصد بيروت وَعَاد على قصد يافا فَاشْتَدَّ عزم السُّلْطَان على تَتِمَّة الْأَمر وتسلم القلعة وَكنت مِمَّن لم ير الْأمان لانه قد لَاحَ أَخذهم وَكَانَ النَّاس لَهُم مُدَّة لم يظفروا من الْعَدو بمغنم يوثبهم عَلَيْهِ فَكَانَ أَخذهم عنْوَة مِمَّا يبْعَث همم الْعَسْكَر غير أَن الْأمان وَقع وَاتفقَ الصُّلْح فَكنت بعد ذَلِك مِمَّن يحث على إِخْرَاج الْعَدو من القلعة وتسلمها خوفًا من لُحُوق النجدة

وَكَانَ السُّلْطَان يشْتَد حرصه على ذَلِك غير أَن النَّاس قد أقعدهم التَّعَب عَن امْتِثَال الْأَمر وَأخذ مِنْهُم الْحَدِيد وَشدَّة الْحر ودخان النَّار بِحَيْثُ لم يبْق لَهُم استطاعة على الْحَرَكَة

وَسَمعنَا بوق الفرنج فِي السحر فَعلمنَا بوصول النجدة فسير السُّلْطَان معي عز الدّين جرديك وَعلم الدّين قَيْصر ودرباس المهراني وَعدل الخزانة شمس الدّين وَقَالَ امْضِ إِلَى الْملك الظَّاهِر وَقل لَهُ يقف ظَاهر الْبَاب القبلي وَتدْخل أَنْت وَمن ترَاهُ إِلَى القلعة وتخرجون الْقَوْم وتستولون على مَا فِيهَا من الْأَمْوَال والأسلحة وتكتبها بخطك إِلَى الظَّاهِر وَهُوَ ظَاهر الْبَلَد وَهُوَ يسيرها إِلَيْنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>