للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ كَانَ عَطاء ابْن ابي رَبَاح عبيدا اسود لامْرَأَة من مَكَّة وَكَانَ انفه كَأَنَّهُ بالاقة قَالَ وَجَاء سُلَيْمَان بن عبد الملك امير الْمُؤمنِينَ الى عَطاء هُوَ وابناه فجلسوا اليه وَهُوَ يُصَلِّي فَلَمَّا صلى انْفَتَلَ اليهم فَمَا زَالُوا يسألونه عَن مَنَاسِك الْحَج وَقد حول قَفاهُ اليهم ثمَّ قَالَ سُلَيْمَان لابْنَيْهِ قوما فقاما فَقَالَ يَا بني تنيا فِي طلب الْعلم فَإِنِّي لَا انسى ذلنا بَين يَدي هَذَا العَبْد الاسود قَالَ الْحَرْبِيّ وَكَانَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الا وقص عُنُقه دَاخل فِي بدنه وَكَانَ منكباه خَارِجين كَأَنَّهُمَا زجان فَقَالَت امهِ يَا بني لَا تكون فِي مجْلِس قوم الا كنت المضحوك مِنْهُ المسخور بِهِ فَعَلَيْك بِطَلَب الْعلم فَإِنَّهُ يرفعك فولى قَضَاء مَكَّة عشْرين سنة قَالَ وَكَانَ الْخصم إِذا جلس اليه بَين يَدَيْهِ يرعد حَتَّى يقوم قَالَ وَمَرَّتْ بِهِ امْرَأَة وَهُوَ يَقُول اللَّهُمَّ اعْتِقْ رقبتي من النَّار فَقَالَت لَهُ يَا ابْن اخي واي رَقَبَة لَك وَقَالَ يحيى ابْن اكثم قَالَ الرَّشِيدِيّ مَا انبل الْمَرَاتِب قلت مَا انت فِيهِ يَا امير الْمُؤمنِينَ قَالَ فتعرف اجل مني قلت لَا قَالَ لكني اعرفه رجل فِي حلقه يَقُول حَدثنَا فلَان عَن فلَان عَن رَسُول الله قَالَ قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اهذا خير مِنْك وانت ابْن عَم رَسُول الله وَولي عهد الْمُؤمنِينَ قَالَ نعم وَيلك هَذَا خير مني لَان اسْمه مقترن باسم رَسُول الله لَا يَمُوت ابدا وَنحن نموت ونفني وَالْعُلَمَاء باقون مَا بَقِي الدَّهْر وَقَالَ خَيْثَمَة بن سُلَيْمَان سَمِعت ابي الخناجر يَقُول كُنَّا فِي مجْلِس ابْن هَارُون وَالنَّاس قد اجْتَمعُوا إِلَيْهِ فَمر امير الْمُؤمنِينَ فَوقف علينا فِي الْمجْلس وَفِي الْمجْلس الوف فَالْتَفت الى اصحابه وَقَالَ هَذَا الْملك وَفِي تَارِيخ بَغْدَاد للخطيب حَدثنِي ابو النجيب عبد الْغفار ابْن عبد الواحد قَالَ سَمِعت الْحسن بن عَليّ الْمقري يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن بن فَارس يَقُول سَمِعت الاستاذ ابْن العميد يَقُول مَا كنت اظن ان فِي الدُّنْيَا حلاوة الذ من الرياسة والوزارة الَّتِي انا فِيهَا حَتَّى شهِدت مذاكرة سُلَيْمَان ابْن ايوب بن احْمَد الطَّبَرَانِيّ وابي بكر الجعابي بحضرتي فَكَانَ الطَّبَرَانِيّ يغلب بِكَثْرَة حفظه وَكَانَ الجعابي يغلب الطَّبَرَانِيّ بفطنته وزكا اهل بَغْدَاد حَتَّى ارْتَفَعت اصواتهم وَلَا يكَاد احدهما يغلب صَاحبه فَقَالَ الجعابي عِنْدِي حَدِيث لَيْسَ فِي الدُّنْيَا الا عِنْدِي فَقَالَ هاته فَقَالَ حَدثنَا ابو خليف حَدثنَا سُلَيْمَان بن ايوب وَحدث بِالْحَدِيثِ فَقَالَ الطَّبَرَانِيّ انبأنا سُلَيْمَان بن ايوب ومني سمع ابو خَليفَة فاسمع مني حَتَّى يَعْلُو اسنادك فَإنَّك تروي عَن ابي خَليفَة عني فَخَجِلَ الجعابي وغلبه الطَّبَرَانِيّ قَالَ ابْن العميد فوددت فِي مَكَاني ان الوزارة والرياسة ليتها لم تكن لي وَكنت الطَّبَرَانِيّ وفرحت مثل الْفَرح الَّذِي فَرح الطَّبَرَانِيّ لاجل الحَدِيث اَوْ كَمَا قَالَ وَقَالَ الْمُزنِيّ سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول من تعلم الْقُرْآن عظمت قِيمَته وَمن نظر فِي الْفِقْه نبل مِقْدَاره وَمن تعلم اللُّغَة رق طبعه وَمن تعلم الْحساب جزل رَأْيه وَمن كتب الحَدِيث قويت حجَّته وَمن لم يصن نَفسه لم يَنْفَعهُ علمه وَقد روى هَذَا الْكَلَام عَن الشَّافِعِي من وُجُوه مُتعَدِّدَة وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ من ارادالدنيا والاخرة فَعَلَيهِ بِطَلَب الْعلم وَقَالَ عبد

<<  <  ج: ص:  >  >>