قَالَ كَانُوا يكْرهُونَ أَن يُسمى الرجل غُلَامه عبد الله مَخَافَة أَن ذَلِك يعتقهُ وروى مُغيرَة عَن ابي معشر عَن إِبْرَاهِيم أَنه كره أَن يُسمى مَمْلُوكه عبد وَعبيد الله وَعبد الْملك وَعبد الرَّحْمَن واشباهه مَخَافَة الْعتْق قَالَ بعض أهل الْعلم كراهتهم لذَلِك نَظِير مَا كره رَسُول الله من تَسْمِيَة المماليك برباح وَنَافِع وأفلح لِأَن ذَلِك كَانَ مِنْهُ حذرا من أَن يُقَال أهاهنا نَافِع فَيُقَال لَا أَو أَثم أَفْلح فَيُقَال لَا أَو بركَة أَو يسَار أَو رَبَاح فَيُقَال لَا وَمَعْلُوم إِن السَّائِل عَن انسان إسمه أَفْلح أَو نَافِع أَو رَبَاح هَل هُوَ فِي مَكَان كَذَا إِنَّمَا مسئلة تِلْكَ عَن مُسَمّى شخص من أشخاص بني آدم سمى باسم جعل عَلَيْهِ دَلِيلا يعرف بِهِ إِذا ذكر إِذا كَانَت الْأَسْمَاء العوارى المفرقة بَين الْأَشْخَاص المتشابهة إِنَّمَا هِيَ أَدِلَّة المسمين بهَا لَا مسالة عَن شخص صفته النَّفْع والفلاح وَالْبركَة وَذَلِكَ من كَرَاهَته نَظِير كَرَاهَته تَسْمِيَة تِلْكَ الْمَرْأَة برة فحول إسمها جوَيْرِية وتحويله اسْم أَرض كَانَ اسْمهَا عفرَة فَردهَا خضرَة وَنَحْو ذَلِك كثير وَمَعْلُوم أَن تحويله مَا حول من هَذِه الْأَسْمَاء عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ لم يكن لِأَن التَّسْمِيَة بِمَا كَانَ الْمُسَمّى بِهِ مِنْهُم مُسَمّى قبل تحويله ذَلِك كَانَ حرَام التَّسْمِيَة وَلَكِن كَانَ ذَلِك مِنْهُ وعَلى وَجه الإستحباب وَاخْتِيَار الْأَحْسَن على الَّذِي هُوَ دونه فِي الْحسن إِذْ كَانَ لَا شَيْء فِي الْقَبِيح من الْأَسْمَاء إِلَّا وَفِي الْجَمِيل الْحسن مِنْهَا مثله من الدّلَالَة على الْمُسَمّى بِهِ مَعَ تخير الْأَحْسَن بِفضل الْحسن وَالْجمال من غير مُؤنَة تلْزم صَاحبه بِسَبَب التسمى وَكَذَلِكَ كَرَاهَة من كره تَسْمِيَة مَمْلُوكه عبد الله وَعبد الرَّحْمَن إِنَّمَا كَانَت كَرَاهَة ذَلِك حذرا أَن يُوجب ذَلِك لَهُ الْعتْق وَلَا شكّ أَن جَمِيع بني آدم عبيد الله أحرارهم وعبيدهم وَصفهم بذلك واصف أَو لم يصفهم وَلَكِن الَّذين كَرهُوا التَّسْمِيَة بذلك صرفُوا هَذِه الْأَسْمَاء عَن رقيقهم لِئَلَّا يَقع اللّبْس على السَّامع بذلك من اسمائهم فيظن أَنهم أَحْرَار إِذْ كَانَ اسْتِعْمَال أَكثر النَّاس التَّسْمِيَة بِهَذِهِ الاسماء فِي الْأَحْرَار فتجنبوا ذَلِك إِلَى مَا يزِيل اللّبْس عَنْهُم من أَسمَاء المماليك وَالله أعلم
فصل وَأما الْأَثر الَّذِي ذكره مَالك عَن يحيى بن سعيد أَن عمر بن
الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ لرجل مَا اسْمك قَالَ جَمْرَة الحَدِيث الى آخِره فَالْجَوَاب عَنهُ أَنه لَيْسَ بِحَمْد الله فِيهِ شَيْء من الطَّيرَة وحاشا أَمِير الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنهُ من ذَلِك وَكَيف يتطير وَهُوَ يعلم أَن الطَّيرَة شرك من الجبت وَهُوَ الْقَائِل فِي حَدِيث اللقحة مَا تقدم وَلَكِن وَجه ذَلِك وَالله أعلم أَن هَذَا القَوْل كَانَ مِنْهُ مُبَالغَة فِي الْإِنْكَار عَلَيْهِ لِاجْتِمَاع أَسمَاء النَّار والحريق فِي اسْمه وَاسم أَبِيه وجده وقبيلته وداره ومسكنه فَوَافَقَ قَوْله اذْهَبْ فقد احْتَرَقَ مَنْزِلك وقدرك وَلَعَلَّ قَوْله كَانَ السَّبَب وَكَثِيرًا مَا يجْرِي مثل هَذَا لمن هُوَ دون عمر بِكَثِير فَكيف بالمحدث الملهم الَّذِي مَا قَالَ لشَيْء اني
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute