فصل وَمِنْهَا انه يعرف العَبْد حَاجته إِلَى حفظه لَهُ ومعونته وصيانته وانه
كالوليد الطِّفْل فِي حَاجته الى من يحفظه ويصونه فَإِن لم يحفظه مَوْلَاهُ الْحق ويصونه ويعينه فَهُوَ هَالك وَلَا بُد وَقد مدت الشَّيَاطِين ايديها اليه من كل جَان بتريد تمزيق حَاله كُله إفاسد شَأْنه كُله وَإِن مَوْلَاهُ وسيده إِن وَكله الى نَفسه وَكله الى ضَيْعَة وَعجز وذنب وخطيئة وتفريط فهلاكه أدنى اليه من شِرَاك نَعله فقد أجمع الْعلمَاء بِاللَّه على ان التَّوْفِيق ان لَا يكل الله العَبْد الى نَفسه واجمعوا على ان الخذلان ان يخلى بَينه وَبَين نَفسه
فصل وَمِنْهَا انه سُبْحَانَهُ يستجلب من عَبده بذلك مَا هُوَ من اعظم أَسبَاب
السَّعَادَة لَهُ من استعاذته واستعانته بِهِ من شَرّ نَفسه وَكيد عدوه وَمن انواع الدُّعَاء والتضرع والابتهال والانابة والفاقة والمحبة والرجاء وَالْخَوْف وانواع من كمالات العَبْد تبلغ نَحْو الْمِائَة وَمِنْهَا مَالا تُدْرِكهُ الْعبارَة وَإِنَّمَا يدْرك بِوُجُودِهِ فَيحصل للروح بذلك قرب خَاص لم يكن يحصل بِدُونِ هَذِه الاسباب ويجد العَبْد من نَفسه كَأَنَّهُ ملقى على بَاب مَوْلَاهُ بعد ان كَانَ نَائِيا عَنهُ وَهَذَا الَّذِي أثمر لَهُ ان الله يحب التوابين وَهُوَ ثَمَرَة لله افرح بتوبة عَبده واسرار هَذَا الْوَجْه يضيق عَنْهَا