للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَذهب فَنظر اليها وَإِلَى مَا اعد الله لاهلها الحَدِيث وَفِي الصَّحِيحَيْنِ فِي حَدِيث الاسراء ثمَّ رفعت لي سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا وَرقهَا مثل آذان الفيلة وَإِذا نبقها مثل قلال هجر وَإِذا اربعة انهار نهران ظاهران ونهران باطنان فَقلت مَا هَذَا يَا جِبْرِيل قَالَ اما النهران الظاهران فالنيل والفرات وَأما الباطنان فنهران فِي الْجنَّة وَفِيه ايضا ثمَّ ادخلت الْجنَّة فَإِذا جنابذ اللُّؤْلُؤ وَإِذا ترابها الْمسك وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن انس عَن النَّبِي قَالَ

بَيْنَمَا انا أَسِير فِي الْجنَّة إِذا انا بنهر حافتاه قباب الدّرّ المجوف قَالَ قلت مَا هَذَا يَا جِبْرِيل قَالَ هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي اعطاك رَبك فَضرب الْملك بِيَدِهِ فَإِذا طينه مسك اذفر وَفِي صَحِيح مُسلم فِي حَدِيث صَلَاة الْكُسُوف ان النَّبِي جعل يتَقَدَّم ويتأخر فِي الصَّلَاة ثمَّ اقبل على اصحابه فَقَالَ انه عرضت لي الْجنَّة وَالنَّار فقربت مني الْجنَّة حَتَّى لَو تناولت مِنْهَا قطفا لاخذته فَلَو اخذته لاكلتم مِنْهُ مَا بقيت الدُّنْيَا وَفِي صَحِيح مُسلم عَن ابْن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله امواتا بل احياء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ ارواحهم فِي جَوف طير خضر لَهَا قناديل معلقَة بالعرش تسرح من الْجنَّة حَيْثُ شَاءَت ثمَّ تأوى الى تِلْكَ الْقَنَادِيل فَاطلع عَلَيْهِم رَبك اطلاعة فَقَالَ هَل تشتهون شَيْئا فَقَالُوا أَي شَيْء نشتهي وَنحن نَسْرَح من الْجنَّة حَيْثُ شِئْنَا الحَدِيث وَفِي الصَّحِيح من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله لما اصيب اخوانكم باحد جعل الله ارواحهم فِي اجواف طير خضر ترد انهار الْجنَّة وتأكل من ثمارها وتاوى الى قناديل من ذهب معلقَة فِي ظلّ الْعَرْش فَلَمَّا وجدوا طيب مَأْكَلهمْ وَمَشْرَبهمْ وَمَقِيلهمْ قَالُوا من يبلغ عَنَّا اخواننا انا فِي الْجنَّة نرْزق لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَاد وَلَا يتكلوا عِنْد الْحَرْب فَقَالَ الله أَنا ابلغهم عَنْكُم فَانْزِل الله عز وَجل وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله الاية وَفِي الْمُوَطَّأ من حَدِيث كَعْب بن مَالك ان رَسُول الله قَالَ انما نسمَة الْمُؤمن طَائِر يعلق فِي الْجنَّة حَتَّى يرجعه الله الى جسده يَوْم يَبْعَثهُ وَفِي البُخَارِيّ ان إِبْرَاهِيم ابْن رَسُول الله لما توفّي قَالَ رَسُول الله ان لَهُ مُرْضعًا فِي الْجنَّة وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ قَالَ رَسُول الله اطَّلَعت فِي الْجنَّة فَرَأَيْت اكثر اهلها الْفُقَرَاء واطلعت فِي النَّار فَرَأَيْت اكثر اهلها النِّسَاء والاثار فِي هَذَا الْبَاب اكثر من ان تذكرا واما القَوْل بَان الْجنَّة وَالنَّار لم تخلقا بعد فَهُوَ قَول اهل الْبدع من ضلال الْمُعْتَزلَة وَمن قَالَ بقَوْلهمْ وهم الَّذين يَقُولُونَ ان الْجنَّة الَّتِي اهبط مِنْهَا آدم إِنَّمَا كَانَت جنَّة بشرقي الارض وَهَذِه الاحاديث وأمثالها ترد قَوْلهم

قَالُوا وَأما احتجاجكم بِسَائِر الْوُجُوه الَّتِي ذكرتموها فِي الْجنَّة وَأَنَّهَا منتفية فِي الْجنَّة الَّتِي اسكنها آدم من اللَّغْو وَالْكذب وَالنّصب والعرى وَغير ذَلِك فَهَذَا كُله حق لَا ننكره نَحن وَلَا اُحْدُ من اهل الاسلام وَلَكِن هَذَا إِنَّمَا هُوَ إِذا دَخلهَا الْمُؤْمِنُونَ

<<  <  ج: ص:  >  >>