قوله: أنه كان بمدينة السلام إمام من الصوفية, وأي إمام يعرف بابن عطاء, فتكلم يومًا على يوسف وأخباره, حتى ذكر تبرئته مما نسب إليه من مكروه، فقام رجل من آخر مجلسه وهو مشحون بالحليقة من كل طائفة فقال: يا شيخ, يا سيدنا, فإِذَن يوسف هَمَّ وما تَمَّ؟ , فقال: نعم؛ لأن العناية من ثَمّ. فانظروا إلى حلاوة العالم والمتعلم، وفطنة العامي في سؤاله, والعالم في اختصاره واستيفائه.
ولذا قال علماؤنا الصوفية: أن فائدة قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً} أن الله أعطاه العلم والحكمة أيام غلبة الشهوة؛ لتكون سببا للعصمة. ا. هـ.
٥- ومنها قوله:
كنت بمكة مقيمًا في سنة ٤٨٩، وكنت أشرب من ماء زمزم كثيرًا, وكلما شربت نويت العلم والإيمان؛ ففتح الله لي ببركته في المقدار الذي يسره لي من العلم, ونسيت أن أشربه للعمل، ويا ليتني شربته لهما حتى يفتح الله لي فيهما، ولم يقدر فكان صفوي للعلم أكثر منه للعمل، وأسأل الله الحفظ والتوفيق برحمته.
٦- ومنها قوله:`
حكاية عن الجوهري: أنه كان يقول: إذا أمسكت علاقة الميزان بالإبهام والسبابة, وارتفعت سائر الأصابع كان شكلها مقروءًا بقولك:"الله" فكأنها إشارة منه سبحانه لتيسير الوزن إلى الله سبحانه مطلع عليك فأعدل في وزنك. أ. هـ.