١٣٦٦ - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم قال: كتب كفار قريش إلى عبد الله بن أبى وغيره ممن يعبد الأوثان قبل بدر يهددونهم بايوائهم النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويتوعدونهم أن يغزوهم بجميع العرب فهم ابن أبى ومن معه بقتال المسلمين فأتاهم النبى صلى الله عليه وسلم فقال: " ماكاد أحد بمثل ماكادتكم قريش يريدون أن تلقوا بأسكم بينكم "، فلما سمعوا ذلك عرفوا الحق فتفرقوا فلما كانت وقعة بدر كتبت كفار قريش بعدها إلى اليهود إنكم أهل الحلقة والحصون يتهددونهم، فأجمع بنو النضير على الغدر، فأرسلوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم: أخرج إلينا فى ثلاثة من أصحابك ويلقاك ثلاثة من علمائنا، فإن آمنوا بك اتبعناك، ففعل فاشتمل اليهود الثلاثة على الخناجر فأرسلت امرأة من بنى النضير إلى أخ لها من الأنصار مسلم تخيره بأمر بنى النضير فأخبر أخوها النبى صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إليهم فرجع وصبحهم بالكتائب فحصرهم يومه، ثم غدا على بنى قريظة فحاصرهم فعاهدوه، فانصرف عنهم إلى بنى النضير فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل إلا السلاح، فاحتملوا حتى أبواب
بيوتهم فكانوا يخربون بيوتهم بأيديهم فيهدمونها ويحملون ما يوافقهم من خشبها وكان جلاؤهم ذلك أول حشر الناس إلى الشام.