٥٨٤٥ - عن الزبير قال: والله إنى لانظر يومئذ إلى خدم النساء مشمرات يسعين حين انهزم القوم، وما أرى دون أخذهن شيئا، وإنا لنحسبنهم قتلى ما يرجع إلينا منهم أحد ولقد أصيب أصحاب اللواء وصبروا عنده حتى صار إلى عبد لهم حبشى، يقال له صواب ثم قتل صواب فطرح اللواء فلم يقربه أحد من خلق الله حتى وثبت إليه عمرة بنت علقمة الحارثية فرفعته لهم، وثاب إليه الناس، قال الزبير: فوالله إنا لكذلك قد علوناهم وظهرنا عليهم، إذ خالفت الرماة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوا يأخذون الأمتعة، فأتنا الخيل فحطمتنا وكر الناس منهزمين، فصرخ صارخ يرون أنه الشيطان: ألا إن محمدا قد قتل، فأعظم الناس وركب بعضهم بعضا فصاروا أثلاثا: ثلثا جريحا، وثلثا مقتولا، وثلثا منهزما، قد بلغت الحرب وقد كانت الرماة اختلفوا فيما بينهم، فقالت طائفة: روا الناس تنتظرون؟ وقالت طائفة: قد تقدم إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهاركم أن تفارقوا مكانكم إن كانت عليه أوله فتنازعوا فى ذلك، ثم إن الطائفة الأولى من الرماة أبت إلا أن تلحق بالمعسكر، فتفرق القوم، وتركوا مكانهم، فعند ذلك حملت خيل المشركين.
** سحق
(المطالب العالية ٢١٧/٤)
** إسناده صحيح
** قال الحافظ فى " المطالب " ٤ / ٢١٧: له شاهد فى الصحيح من حديث البراء.