٥٨٧٢ - عن حبيب بن أبى ثابت قال: أتيت أبا وائل وهو فى مسجد حيز فاعتزلنا فى ناحية المسجد فقلت: ألا تخبرنى عن هؤلاء القوم الذين قتلهم على، فيم فارقوه وفيما استجابوا له حين دعاهم، وحين فارقوه، فاستحل قتالهم قال: لما كنا بصفين استحر القتل فى أهل الشام.. قال: فذكر القصة، قال: فرجع على إلى الكوفة، وقال فيه الخوارج ما قالوا ونزلوا حروراء وهم بضعة عشر ألفا، فأرسل على إليهم فناشدهم: ارجعوا إلى خليفتكم فيم نقمتم عليه؟ ، أفى قسمة أو قضاء؟ ، قالوا: نخاف أن ندخل فى فتنة، قال: فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل، فرجعوا، فقالوا: نكون على ماجئنا فإن قبل القضية قاتلناه على ما قاتلنا عليه أهل الشام بصفين وإن نقضها قاتلنا معه، فساروا حتى قطعوا نهروان فافترقت منهم فرقة يقاتلون الناس فقال أصحابهم: ما على هذا فارقنا عليا، فلما بلغ عليا صنيعهم فقال أتسيرون إلى عدوكم، أو ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوكم فى دياركم، قالوا: بل نرجع إليهم قال: فحدث على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن طائفة تخرج من قبل المشرق عند اختلاف من الناس، لا ترون جهادكم مع جهادهم شيئا ولا صلاتكم مع صلاتهم شيئا، ولا صيامكم مع صيامهم شيئا، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية علامتهم رجل عضده كثدى المرأة، يقتلهم أقرب لطائفتين من الحق فسار على إليهم فاقتتلوا قتالا شديدا، فجعلت خيل على تقوم لهم فقال: يأيها الناس إن كنتم إنما تقاتلون فى فوالله ما عندى ما أجزيكم به
وإن كنتم إنما تقاتلون لله، فلا يكونن هذا قتالكم، قال: فأقبلوا عليهم، فقتلوهم كلهم، فقال: ابتغوه فتطلبوه فلم يوجد فركب على دابته وانتهى إلى وهدة من الأرض فإذا قتلى، بعضهم على بعض فاستخرج من تحتهم فجر برجله يراه الناس، قال على: لا أغزو العام، فرجع إلى الكوفة فقتل، واستخلف الناس الحسن بن على فبعث الحسن بالبيعة إلى معاوية، فكتب بذلك الحسن إلى قيس بن سعد فقام قيس بن سعد فى أصحابه فقال: يا أيها الناس أتاكم أمران، لا بد لكم من أحدهما دخول فى الفتنة، أو قتل مع غير إمام، فقال الناس: ما هذا؟ فقال: الحسن بن على قد أعطى البيعة معاوية، فرجع الناس فبايعوا معاوية، ولم يكن لمعاوية هم إلا الذين بالنهروان، فجعلوا يتساقطون عليه فيبايعونه، حتى بقى منهم ثلاثمائة أو نيف، وهم أصحاب النخيلة.
** سحق شب يع
(المطالب العالية ٣١٧/٤)
** إسناده صحيح
** تعقيب: قال الأعظمى ٤ / ٣١٩: قال الهيثمى: فى الصحيح بعضه، ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح اه. (٦ / ٢٣٨) .