٥٧٩٧ - عن خارجة بن زيد أن أسامة بن زيد بن حارثة قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجته التى حجها، فلما هبطنا بطن الروحاء، عارضت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة معها صبى لها، فسلمت عليه، فوقف لها فقالت: يا رسول الله هذا ابنى فلان، والذى بعثك بالحق ما زال فى حتف واحد منذ ولدته إلى الساعة _ أو كلمة تشبهها _ فاحع إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط يده فجعله بينه وبين الرجل ثم تفل فى فيه، ثم قال:" اخرج عدو الله، فإنى رسول الله "، ثم ناولها إياه فقال:" خذيه فلن ترى معه شيئا يريبك بعد اليوم
إن شاء الله تعالى " قال أسامة: وقضينا حجنا ثم انصرفنا فلما نزلنا بالروحاء فإذا تلك المرأة أم الصبى، فجاءت ومعها شاة مصلية فقالت: يا رسول الله أنا أم الصبى الذى أتيتك به، قالت: والذى بعثك بالحق ما رأيت منه شيئا يريبنى إلى هذه الساعة، قال أسامة: فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أسيم، _ قال الزهرى: وهكذا كان يدعو به يخمسه _، ناولنى الذراع " فقالت: يا رسول الله إنك قد قلت: ناولنى فناولتها، فأكلتها، ثم قلت: ناولنى، فناولتها فأكلتها ثم قلت: ناولنى الذراع، وإنما للشاة ذراعان فقال:" أما أنك لو أهويت لها ما زلت تجد فيها ذراعا ما قلت لك "، ثم قال:" يا أسيم قم فاخرج فانظر هل ترى مكانا يوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت فمشيت حتى حسرت فما قطعت الناس، ومارأيت شيئا أرى أنه يوارى أحدا؟ _ وقد ملأ الناس
ما بين السدين _ فأخبرته، فقال: " فهل رأيت شجرا أو رحجا؟ "، قلت: بلى قد رأيت نخلات صغارا إلى جانبهن رجم من حجارة، فقال لى: " يا أسيم اذهب إلى النخلات فقل لهن: يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحق بعضكن ببعض حتى تكن سترة لمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقل ذلك للرجم "، فأتيت النخلات فقلت لهن الذى أمرنى به، فوالذى بعثه بالحق لكأنى أنظر إلى تفاقرهن بعروقهن، وترابهن حتى لصق بعضها ببعض فكن كأنهن نخلة واحده، وقلت ذلك للحجارة فوالذى بعثه بالحق لكأنى أنظر تفاقرهن حجرا حجرا حجرا حتى على بعضهن بعضا وكن كأنهن جدار، فأتيته فأخبرته فقال: " خذ الإداوة "، فأخذتها، ثم انطلقنا نمشى فلما دنونا منهن، سبقته فوضعت الإداوة ثم انصرفت إليه، فانطلق يقضى حاجته، ثم أقبل وهو يحمل الإداوة فأخذتها، ثم رجعنا فلما دخل الخباء قال لى: " يا أسيم انطلق إلى النخلات فقل لهن: يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترجع كل نخلة إلى مكانها، وقل ذلك للحجارة "، فأتيت النخلات فقلت لهن الذى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالذى بعثه بالحق لكأنى أنظر إلى تفاقرهن تعروقهن، وترابهن حتى عادت كل نخلة إلى مكانها، وقلت ذلك للحجارة فوالذى بعثه بالحق لكأنى أنظر إلى تفاقرهن حجرا حجرا حتى عاد كل حجر إلى مكانه فأتيته فأخبرته بذلك.
** يع
(المطالب العالية ٨/٤)
** إسناده حسن
** قال الحافظ فى " المطالب " ٤ / ١٠: إسناد حسن، فيه ضعيف، ولكن له شاهد من طريق يعلى عند أحمد.
** تعقيب: قال الأعظمى ٤ / ١٠: فى المسندة: هذا إسناد حسن، معاوية بن يحيى الصدفى ضعيف ولكن لحديثه شاهد من طريق يعلى بن مرة، أخرجه أحمد وغيره، وقال البوصيرى: رواه أبو يعلى بإسناد حسن.