٥٨٧٩ - عن عبد الله بن مسعود حدث عمر بن الخطاب هذا الحديث، فقال: إذا حشر الناس يوم القيامة، قاموا أربعين سنة على رؤسهم الشمس شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون الفصل كل بر منهم وفاجر، لا يتكلم منهم بشر ثم ينادى مناد: أليس عدلا من ربكم الذى خلقكم وصوركم، ورزقكم ثم عبدتم غيره، أن يولى كل قوم ما تولوا؟ ، فيقولون: بلى، فينادى بذلك ثلاث مرات، ثم يمثل لكل قوم آلهتهم التى كانوا يعبدونها، فيتبعونها حتى توردهم النار، فيبقى المؤمنون والمنافقون، فيخر المؤمنون سجدا، وتدمج أصلاب المنافقين فتكون عظما واحدا كنها صياصى البقر، ويخرون على أقفيتهم، فيقول الله لهم: ارفعوا رؤسكم إلى نوركم بقدر أعمالكم، فيرفع الرجل رأسه، ونوره بين يديه مثل الجبل، ويرفع الرجل رأسه ونوره بين يديه مثل القصر، ويرفع الرجل رأسه ويوره بين يديه مثل البيت، حتى ذكر مثل الشجرة فيصدر على الصراط كالبرق الخاطف وكالريح وكحضر الفرس، وكاشتداد الرجل حتى يبقى آخر الناس نوره على إبهام رجله مثل السراج، فأحيانا يضىء له وأحيانا يخفى عليه فتنفث منه النار، فلا يزال كذلك حتى يخرج، فيقول: ما يدرى أحد ما نجا منه غير نبى ولا أصاب أحدا مثل ما أصبت، إنما أصابنى حرها ونجوت منها، قال: فيفتح له باب من الجنة، فيقول: يارب، أدخلنى هذا الباب، فيقول: عبدى لعلى إذا أدخلتك تسألنى غيره، قال: فيدخل، فبينما هو معجب بما هو فيه، إذ فتح باب آخر فيستحقر فى عينيه الذى هو فيه، فيقول: يارب ادخلنى هذا، فيقول: أو لم تزعم أنك لا تسألنى غيره، فيقول: يا رب وعزتك وجلالك لئن أدخلتنيه لا أسألك غيره، قال: فيدخله حتى يدخله أربعة أبواب، كلهايسألها، ثم يستقبله رجل مثل النور، فإذا رآه هوى ليسجد له، فيقول: ما شأنك؟ ، فيقول: ألست بربى، فيقول: إنما أنا قهرمان، لك فى الجنة ألف قهرمان على ألف قصر بين كل قصرين مسيرة السنة، يرى أقصاها كما يرى أدناها، ثم يفتح له باب من زمردة خضراء فيها سبعون بابا، فى كل باب منها أزواج وسرر، ومناصف فيقعد زوجته، فتناوله الكأس، فتقول: لأنت منذ ناولتك الكأس أحسن منك قبل ذلك سبعين ضعفا وعليها سبعون حلة، ألوانها شتى يرى مخ ساقها، ويلبس الرجل ثيابه على كبدها، وكبدها مرآته.
** سحق
(المطالب العالية ٣٦٥/٤)
** إسناده صحيح
** قال الحافظ فى " المطالب " ٤ / ٣٦٥: هذا إسناد صحيح متصل، رجاله ثقات.
** تعقيب: قال الأعظمى ٤ / ٣٦٥: قال البوصيرى: رواه إسحاق بسند صحيح وكذا الطبرانى ثم ذكر لفظ الطبرانى وأخرجه الهيثمى بلفظ الطبرانى ثم قال: رواه من طرق، ورجال أحدهما رجال الصحيح غير أبى خالد الدالانى وهو ثقة. اه. (١٠ / ٣٤٣) .